والظاهر أن الأولى للعرض ؛ والثانية مثل : (لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ) (النور : ١٣).
الرابع : للنفي بمعنى «لم» نحو قوله تعالى : (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ) (يونس : ٩٨) ، أي لم تكن. (فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ) (هود : ١١٦) ، أي فلم يكن ، ذكره ابن فارس في كتاب «فقه العربية» (١) والهروي في «الأزهية» (٢).
والظاهر أنّ المراد «فهلا» ، ويؤيده أنها في مصحف أبيّ (٣) فهلاّ كانت قرية ، نعم ، يلزم [من] (٤) ذلك الذي ذكراه [معنى المضيّ] (٤) ، لأن اقتران التوبيخ بالماضي يشعر بانتفائه.
وقال ابن الشجريّ (٥) : «هذا يخالف أصحّ الإعرابين ؛ لأن المستثنى بعد النفي يقوى فيه البدل ، ويجوز [فيه] (٤) النصب ، ولم يأت في الآيتين إلاّ النصب» ، أي فدلّ على أن الكلام (٦) [٣١٣ / ب] موجب ، وجوابه ما ذكرنا ، من أنّ فيه معنى النفي.
وجعل ابن فارس (٧) منه : (لَوْ لا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ) (الكهف : ١٥) ، المعنى : اتخذوا من دون (٨) الله آلهة ولا يأتون عليه بسلطان.
ونقل ابن برّجان (٩) في تفسيره في أواخر سورة هود ، عن الخليل ، أن جميع ما في القرآن من «لو لا» فهي بمعنى «هلاّ» إلا قوله في سورة الصافات : (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ
__________________
(١) هو أحمد بن فارس بن زكريا تقدم التعريف به في ١ / ١٩١ ، وتقدم التعريف بكتابه «الصاحبي في فقه اللغة» في ٢ / ١٢ وانظر قوله في كتابه «الصاحبي» ص ١٣٥ باب (لو ولو لا).
(٢) تصحف في المخطوطة إلى (الأزهرية).
(٣) ذكره الزمخشري في «الكشاف» ٢ / ٢٠٣ عند تفسير الآية من سورة يونس فقال (وقرأ أبيّ وعبد الله : فهلا كانت) ، وذكره ابن هشام في «مغني اللبيب» ١ / ٢٧٥ حرف اللام ، لو لا.
(٤) ليست في المخطوطة.
(٥) انظر قوله في «الأمالي الشجرية» ٢ / ٢١٢ المجلس السادس والستون.
(٦) في المخطوطة (فدل على أنه).
(٧) لم ترد هذه الآية من شواهد ابن فارس ضمن كلامه على (لو لا) في كتابه «الصاحبي» ص ١٣٥.
(٨) في المخطوطة (من دونه).
(٩) هو عبد السلام بن عبد الرحمن بن عبد السلام تقدم التعريف به في ١ / ١١١.