[على] أن قيام عمرو كان يقع لو وقع من زيد. وأما أنه امتنع قيام زيد ، هل يمتنع
قيام عمرو أو يقع القيام من عمرو بسبب آخر؟ فمسكوت عنه لم يتعرض له اللفظ ، وقال
غيره : هي لتعليق ما امتنع بامتناع غيره ..
وقال ابن مالك : هي حرف شرط يقتضي امتناع ما يليه واستلزامه لتاليه.
وهي تسمى امتناعية
شرطية ، ومثاله قوله تعالى : (وَلَوْ شِئْنا
لَرَفَعْناهُ بِها) (الأعراف : ١٧٦) ،
دلّت على أمرين :
أحدهما : أن مشيئة الله لرفعه منتفية ، ورفعه منتف ؛ إذ لا سبب
لرفعه إلا المشيئة.
الثاني : استلزام مشيئة الرفع للرفع ؛ إذ المشيئة [٣١٠ / ب] سبب
والرفع مسبّب ؛ وهذا بخلاف : «لو لم يخف الله لم يعصه» ، إذ لا يلزم من انتفاء «لم يخف» انتفاء «لم يعص» حتى يكون خاف وعصى ، لأن
انتفاء العصيان له سببان : خوف العقاب والإجلال ، وهو أعلى ، والمراد أن صهيبا لو
قدّر خلوه عن الخوف لم يعص للإجلال ؛ كيف والخوف حاصل!
ومن فسّرها
بالامتناع اختلفوا ، فقال الأكثرون إن الجزاء ـ وهو الثاني ـ امتنع لامتناع الشرط
ـ وهو الأول ـ فامتنع الثاني وهو الرفع ، لامتناع الأول ، وهو المشيئة.
قال ابن الحاجب
ومن تبعه كابن جمعة الموصلي وابن خطيب زملكا : امتنع الأول
لامتناع الثاني ، قالوا لأن امتناع الشرط لا يستلزم امتناع الجزاء ، لجواز إقامة [شرط]
آخر مقامه ؛ وأما امتناع الجزاء فيستلزم امتناع الشرط
مطلقا.
وذكروا أن لها مع
شرطها وجوابها أربعة أحوال :
أحدها : أن تتجرد من النفي ، نحو : لو جئتني لأكرمتك ؛ وتدلّ
حينئذ على انتفاء الأمرين ، وسموها حرف وجوب لوجوب ؛ ومنه قوله تعالى : (وَلَوْ
كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء : ٨٢).
__________________