يدعى عليه [٣٠٩ / أ] بأن يفعل خيرا وقد يراد الدعاء في المستقبل والماضي ، كقولك : لا فضّ الله فاك ، وقوله : «لا يبعدن قومي».
الثانية : أن تكون للنهي ، ينهى بها الحاضر والغائب ، نحو : لا تقم ولا يقم. وقال تعالى : (لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ) (الممتحنة : ١). (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ [مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ]) (١) (آل عمران : ٢٨) ، (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً* إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ) (الكهف : ٢٣ ـ ٢٤). (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا) (آل عمران : ١٨٨). (لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ) (الحجرات : ١١). (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ) (الحجرات : ١١). (يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ) (الأعراف : ٢٧). (لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ) (النمل : ١٨).
وتخلّص المضارع للاستقبال ، نحو : (لا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي) (القصص : ٧). وترد للدعاء ، نحو : (لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا) (البقرة : ٢٨٦) ، ولذلك قال بعضهم : «لا الطلبية» لتشمل النهي وغيره.
وقد تحتمل النفي والنهي ، كقوله تعالى : (أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ) (هود : ٢) ، (وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ) (النساء : ٧٥).
الثالثة : أن تكون جوابيّة ، أي ردّ في الجواب ، مناقض ل «نعم» أو بلى ، فإذا قال مقرّرا : ألم أحسن إليك؟ قلت : لا ، أو بلى ، وإذا قال مستفهما : هل زيد عندك؟ قلت : لا ، أو نعم ، قال تعالى : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) (الأعراف : ١٧٢) ، (فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ) (الأعراف : ٤٤).
الرابعة : أن تكون بمعنى «لم» ، ولذلك اختصّت بالدخول على الماضي ، نحو :
__________________
(١) ليست في المخطوطة.