زمن الحال دخلت عليه «قد واللام» ، نحو : والله لقد قام زيد ؛ وإن كان بعيدا لم تدخل ، نحو : والله لقام زيد.
وكلام الزمخشري يدلّ على أنّ «قد» مع الماضي في جواب القسم للتوقع ، قال في «الكشاف» (١) عند قوله [تعالى] : (لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) (الآية : ٥٩) في سورة الأعراف.
فإن قلت : «ما لهم لا يكادون ينطقون باللام إلا مع «قد» ، وقلّ عندهم مثل قوله :
حلفت لها بالله حلفة فاجر |
|
لناموا [فما إن حديث ولا صال] (٢) |
قلت : إنما كان كذلك ؛ لأن الجملة القسمية لا تساق إلا تأكيدا للجملة المقسم عليها التي هي جوابها ؛ فكانت مظنّة لمعنى التوقع ؛ الذي هو معنى «قد» عند استماع المخاطب كلمة القسم».
وقال ابن الخباز (٣) : «إذا دخلت «قد» على الماضي أثّرت فيه معنيين : تقريبه من زمن الحال ، وجعله خبرا منتظرا ؛ فإذا قلت : قد ركب الأمير ، فهو كلام لقوم ينتظرون حديثك. هذا تفسير الخليل» (٤). انتهى.
وظاهره أنها تفيد المعنيين معا في الفعل الواحد. ولا يقال : إن معنى التقريب ينافي معنى التوقع ؛ لأن المراد به ما تقدم تفسيره.
وكلام الزمخشري (٥) في «المفصّل» «يدلّ على أن التقريب لا ينفكّ عن معنى التوقّع».
وأما التقليل ، فإنها ترد له مع المضارع ، إمّا لتقليل وقوع الفعل نحو : قد يجود البخيل
__________________
(١) الكشاف ٢ / ٦٧.
(٢) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة والكشاف. والبيت لامرئ القيس من قصيدة مطلعها :
ألا عم صباحا أيها الطّلل البالي
انظر الديوان : ١٤١ ، (طبعة دار صادر بيروت) وهو من شواهد المغني ١ / ١٧٣ الشاهد : ٢٨٨.
(٣) هو أحمد بن الحسين تقدم التعريف به في ٣ / ١٤.
(٤) انظر ص ٢٦٥ الحاشية (٢) من هذا الجزء.
(٥) انظر المفصّل : ٣١٦ ، (ومن أصناف الحرف حرف التقريب).