وأما قراءة ابن مسعود (١) : وفوق كلّ ذي عالم عليم (يوسف : ٧٦) ، فقيل : «العالم» هنا مصدر ، كالصالح والباطل ، وكأنه قال : (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ) (يوسف : ٧٦) ؛ فالقراءتان في المعنى سواء. وقيل : «ذي» زائدة. وقيل : من إضافة المسمّى إلى الاسم ، [أي] (٢) وفوق كل ذي شخص يسمى عالما ، أو يقال له عالم عليم. ولا يضاف إلى ضمير الأشخاص ، ولهذا لحنوا قول بعضهم : «صلى الله على محمد وذويه».
واختلفوا هل تضاف «ذو» إلى ضمير الأجناس ، فمنعه الأكثرون. والظاهر الجواز ؛ لأن ضمير الجنس هو الجنس في المعنى. (٣) [كقوله إنما يعرف الفضل من الناس ذووه] (٣).
وعن ابن برّي (٤) أنها تضاف إلى ما يضاف إليه صاحب ، لأنها [رديفته] (٥) ؛ وأنّه لا يمتنع إضافتها للضمير إلا إذا كانت وصلة ، وإلا فلا يمتنع (٦).
وقال المطرّزي (٧) في «المغرب» : «ذو بمعنى الصاحب تقتضي شيئين : موصوفا ومضافا إليه ؛ تقول : جاءني رجل ذو مال ، بالواو في الرفع ، وبالألف في النصب ، وبالياء في الجرّ ، ومنه : ذو بطن خارجة ، أي جنينها ، وألقت الدجاجة ذا بطنها (٨) ، أي باضت أو سلحت. وتقول للمؤنث : امرأة ذات مال ، وللبنتين ذواتا مال ، وللجماعة ذوات مال.
قال : هذا أصل الكلمة ، ثم اقتطعوا عنها مقتضاها ؛ وأجروها مجرى الأسماء التّامة المستقلة ، غير المقتضية لما سواها ، فقالوا : ذات متميزة ، وذات قديمة ومحدثة ، ونسبوا إليها كما هي من غير تغيير علامة [٢٩٧ / ب] التأنيث ، فقالوا : الصفات الذاتية (٩) ، واستعملوها استعمال النفس والشيء. وعن أبي سعيد ـ يعني السيرافي (١٠) ـ [في] (١١) كلّ شيء ذات ، وكل
__________________
(١) ذكرها أبو حيان في البحر المحيط ٥ / ٣٣٣.
(٢) ساقطة من المخطوطة.
(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٤) هو عبد الله بن برّي تقدم التعريف به في ٤ / ١١١.
(٥) ساقطة من المخطوطة.
(٦) في المخطوطة زيادة بعدها وهي (كالبيت السابق).
(٧) هو ناصر بن أبي المكارم تقدم التعريف به في : ٤ / ١٢٤ وانظر قوله في كتابه : ١٧٨ (الذال مع الواو).
(٨) في المخطوطة (بيضها).
(٩) في المخطوطة (الدانية).
(١٠) هو الحسن بن عبد الله بن المرزبان تقدم التعريف به في ١ / ٤١٤.
(١١) ساقطة من المطبوعة.