ذات شيء. وحكى صاحب (١) «التكملة» قول العرب : جعل ما بيننا في ذاته ، وعليه قول أبي تمام (٢) :
ويضرب في ذات الإله فيوجع (٢)
قال شيخنا ـ يعني الزمخشري : إن صح هذا ، فالكلمة عربية ، وقد استمر المتكلمون في استعمالها ، وأما قوله [تعالى] : (عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) (هود : ٥) ، وقوله : «فلان قليل ذات اليد» ، فمن الأول. والمعنى الإملاك (٣) ، لمصاحبة اليد. وقولهم : «أصلح الله ذات بينه» ، و «ذو اليد أحق». انتهى.
وقال السّهيليّ (٤) : «والإضافة ل «ذي» أشرف من الإضافة لصاحب ، لأن : قولك : «ذو» يضاف إلى التابع ، و «صاحب» يضاف إلى المتبوع ، تقول : أبو هريرة صاحب النبي صلىاللهعليهوسلم ، ولا تقول : النبيّ صاحب أبي هريرة إلا على جهة ما ، وأما (٥) «ذو» فإنك تقول فيها : ذو المال ، وذو العرش ، فتجد الاسم [للاسم] (٦) الأوّل متبوعا غير تابع ، ولذلك سمّيت أقيال (٧) حمير بالأذواء ، نحو قولهم : ذو جدن (٨) ، وذو (٩) يزن ، [وذو عمرو] (١٠) ، وفي (١١) الإسلام أيضا : ذو
__________________
(١) هو الحسن بن محمد الصغاني تقدم التعريف به في ١ / ١٩٩ ، وكتابه ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون ٢ / ١٠٧٢ وقال : «وألف الإمام الصغاني «التكملة على الصحاح» وهي أكبر حجما من الصحاح» انتهى بتصرف ، وقد طبع الكتاب باسم «التكملة والذيل والصلة لكتاب تاج اللغة وصحاح العربية» في القاهرة مط. دار الكتب العربية في الأعوام ١٣٩٠ ـ ١٣٩٩ ه ـ / ١٩٧٠ ـ ١٩٧٩ م ٦ مج حقق الأول والرابع عبد العليم الطحاوي ، والثاني والخامس إبراهيم الأبياري ، والثالث والسادس محمد أبو الفضل إبراهيم (ذخائر التراث العربي ٢ / ٦٤١).
(٢) هو حبيب بن أوس الطائي تقدم التعريف به في ٣ / ١٨٧. والبيت في ديوانه : ١٦٨ طبعة دار صعب بيروت من قصيدة له يمدح بها محمد بن يوسف. وصدره :
يقول فيسمع ويمشي فيسرع
(٣) في المخطوطة والمطبوعة (الإقلال) وتصويبه من المغرب : ١٧٨.
(٤) هو عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلي تقدم في ١ / ٢٤٢ ، وانظر قوله في التعريف والإعلام : ١١٣ ، ١١٤ ، سورة الأنبياء ، مع تصرف وتقديم وتأخير.
(٥) في المخطوطة (فأرادوا).
(٦) زيادة على الأصول من التعريف والاعلام لصحة العبارة.
(٧) : القيل : الملك من ملوك حمير يتقيّل من قبله من ملوكهم وجمعه أقيال وقيول. (لسان العرب ١١ / ٥٨٠) مادة (قيل).
(٨) في المخطوطة (ذو الخدود).
(٩) في المطبوعة (ذو).
(١٠) ساقطة من المطبوعة.
(١١) في المطبوعة (في).