(هود : ١٠٣) ، وبيان أحكام الشقيّ والسعيد. (والثاني) : كما لو قيل : زيد عالم شجاع كريم ؛ فيقال : أمّا زيد فعالم ، أي لا يثبت له بما ادّعى سوى العلم.
واختلف في تعدد الأقسام بها (١) ، فقيل : إنه لازم ، وحمل قوله تعالى : (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) (آل عمران : ٧) على معنى «وأما الراسخون» ، ليحصل بذلك التعدد بعدها ، وقطعه عن قوله : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ) (آل عمران : ٧). ومنهم من قال : إنه غير (٢) لازم ، بل قد يذكر فيها قسم واحد. ولا ينافي ذلك أن تكون للتفصيل (٣) لما في نفس المتكلم ، كقوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ) (آل عمران : ٧). حكى القولين ابن جمعة الموصلي (٤) في شرح «الدرة» وصحح الأول.
والأقرب الثاني ، والتقدير في الآية : «وأما غيرهم فيؤمنون به ويكلون معناه إلى ربهم» ودل (٥) عليه : (وَالرَّاسِخُونَ ...) الآية. قال بعضهم : [وهذا] (٦) المعنى هو المشار إليه في آية البقرة : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا) (الآية : ٢٦) ، إلى قوله : (وَما يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفاسِقِينَ) (الآية : ٢٦).
وهذا حكاه ابن قتيبة (٧) عن بعض المتقدمين ، قال : فالفاسقون هاهنا هم الذين في قلوبهم زيغ ، وهم الضالّون بالتمثيل. ثم خالفه فقال : وأنت إذا جعلت المتبعين المتشابه (٨) بالتأويل المنافقين في اليهود المحرّفين له دون المؤمنين ، كما قال الله تعالى : (فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ) (آل عمران : ٧) أي غير الإسلام ، وضح لك الأمر وصحّ ما قلناه من معرفة الراسخين بالمتشابه ، وعلى هذا فالوقف على : (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) (آل عمران : ٧).
__________________
(١) في المخطوطة (بعدها).
(٢) في المخطوطة (لم يكن لازما).
(٣) في المخطوطة (يكون للتفضيل).
(٤) هو عبد العزيز بن زيد بن جمعة الموصلي النحوي قال ابن رافع : «شرح الألفية والأنموذج» قرأ عليه أبو الحسين بن السباك قال السيوطي «هو المشهور بابن القواس» «شرح ألفية ابن معط» «وكافية ابن الحاجب» (بغية الوعاة ٢ / ٩٩) وكتابه شرح للدّرّة الألفية لابن معط المعروف باسم «ألفية ابن معط» وهو مخطوط بالاسكوريال (٢) برقم (٩) بروكلمان بالألمانية ، ١ : ٠٣٥ ، ١ : ٣٨٢.
(٥) في المخطوطة (رد).
(٦) ساقطة من المخطوطة.
(٧) هو عبد الله بن مسلم تقدم التعريف به في ١ / ١٦٠. وانظر قوله في كتابه تأويل مشكل القرآن : ٩٨ ـ ١٠٢ بتصرف.
(٨) في المخطوطة (المبتغين المثلية).