(الثاني): بمعنى «بل» كقوله تعالى : (١) [(طه* ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى * إِلاَّ تَذْكِرَةً ...) (طه : ١ إلى ٣) ، أي بل تذكرة.
(الثالث): عاطفة بمعنى «الواو» في التشريك ، كقوله تعالى] (١) : (لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا) (البقرة : ١٥٠) ، معناه «ولا الذين ظلموا».
وقوله [تعالى] : (إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ* إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ) (النمل : ١٠ ـ ١١) ، أي ومن ظلم. وتأوّلها الجمهور على الاستثناء المنقطع.
(الرابع): بمعنى «غير» إذا كانت صفة. ويعرب الاسم بعد «إلا» إعراب (٢) «غير» كقوله تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا) (الأنبياء : ٢٢) ، وليست هنا للاستثناء. وإلا لكان التقدير : لو كان فيهما آلهة ليس فيهم الله لفسدتا ، وهو باطل. ومثله قوله تعالى : (وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلاَّ أَنْفُسُهُمْ) (النور : ٦) ، فلو كان استثناء لكان من غير الجنس ؛ لأن «أنفسهم» ليس شهودا على الزنا ؛ لأن الشهداء على الزنا يعتبر فيهم العدد ، ولا يسقط الزنا المشهود به بيمين المشهود عليه.
وإذا جعل وصفا فقد أمن فيه مخالفة الجنس ف «إلاّ» هي بمنزلة «غير» لا بمعنى الاستثناء ؛ لأن الاستثناء إما من جنس المستثنى منه أو من غير جنسه. ومن توهم في صفة الله واحدا من [٢٩١ / ب] الأمرين فقد أبطل.
قال الشيخ عبد القاهر الجرجاني (٣) : هذا توهم منه ، وخاطر خطر من غير أصل ؛ ويلزم (٤) عليه أن تكون «إلا» في قوله تعالى : (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعالَمِينَ) (الشعراء : ٧٧) ، وقوله : (ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ) (الإسراء : ٦٧) استثناء ، وأن تكون بمنزلة (٥) «غير» ، وذلك لا يقوله أحد ؛ لأنّ «إلا» إذا كانت صفة ، كان إعراب الاسم الواقع بعدها إعراب الموصوف [بها] (٦) ، وكان تابعا له في الرفع والنصب والجرّ.
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (بإعراب).
(٣) تقدم التعريف به في ٢ / ٤٢٠.
(٤) في المخطوطة (ويلزمه).
(٥) في المخطوطة (بمعنى).
(٦) ليست في المخطوطة.