ومنه قوله تعالى : (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ* فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ [عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ]) (١) (المدثر : ٨ ـ ٩) ، فالعامل في «إذا» ما دلّ عليه) قوله [تعالى] (١) : (٢) [(فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ) ، والتقدير : فإذا نقر في الناقور صعب الأمر. وقوله] (٢) : (هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ) (سبأ : ٧) ، فالعامل في «إذا ما دل عليه قوله تعالى : (إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) (سبأ : ٧) من معنى «بعثتم» أو «مبعوثون».
(فإن قيل) : أيجوز نصب «إذا» بقوله «جديد» ، لأن المعنى عليه؟ (قيل) : لا يجوز ، لامتناع أن يعمل ما بعد «إنّ» فيما قبلها ؛ وهذا يسمى مجاوبة (٣) الإعراب ، والمعنى للشيء (٤) الواحد. وكان أبو علي الفارسي يلمّ به كثيرا ؛ وذلك أنه يوجد في المنظوم والمنثور. والمعنى يدعو إلى أمر (٥) ، والإعراب يمنع منه ؛ وقد سبق بيانه في نوع ما يتعلق بالإعراب.
([المسألة] (٦) السادسة): «إذا» توافق «إن» في بعض الأحكام ، وتخالفها في بعض : ـ فأما الموافقة : فهي إنّ كل واحد منهما يطلب شرطا وجزاء ، نحو (٧) ، إذا قمت [قمت] (٨) ، وإذا زرتني أكرمتك.
وكلّ واحدة منهما تطلب الفعل ، فإن وقع الاسم بعد واحدة منهما قدّر له فعل يرفعه يفسّره الظاهر ؛ مثاله قوله تعالى : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ) (النساء : ١٢٨) ، [وقوله] (٩) (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ) (النساء : ١٧٦) ، وقوله : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ [فَأَجِرْهُ]) (٩) (التوبة : ٦). ومثاله في [«إذا»] (١٠) قوله تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) (الانشقاق : ١) ، (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) (التكوير : ١) وما بعدها في السورة من النظائر ، وكذا قوله : (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) (الانفطار : ١) وما بعدها من النظائر ، و (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) (الواقعة : ١).
__________________
(١) ليست في المطبوعة.
(٢) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(٣) العبارة في المخطوطة (ليس من مجاربة).
(٤) في المخطوطة (النفي).
(٥) في المخطوطة (الأمر).
(٦) ساقطة من المطبوعة.
(٧) في المخطوطة (ويجوز).
(٨) ساقطة من المخطوطة.
(٩) ليست في المطبوعة.
(١٠) ساقطة من المخطوطة.