الراغب (١) ، وينصر المستغيث ، من غير قصد إلى تخصيص وقت دون وقت (٢) [وحال دون حال] (٢). قاله الزمخشري في «كشافه القديم (٣)».
(الخامسة): تجاب الشرطية بثلاثة أشياء :
ـ أحدها : الفعل ، نحو إذا جئتني أكرمتك.
وثانيها : الفاء ، نحو إذا جئتني فأنا أكرمك.
ـ ثالثها : إذا المكانية ؛ قال تعالى : (ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ) (الروم : ٢٥) ، وقوله : (حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ) (المؤمنون : ٦٤).
وما قبلها إمّا جوابها ، نحو إذا جئتني أكرمتك ، أو ما دل عليه جوابها ، كقوله تعالى : (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ) (المؤمنون : ١٠١). والمعنى : فإذا نفخ في الصور تقاطعوا ، ودلّ عليه قوله : (فَلا أَنْسابَ [بَيْنَهُمْ]) (٤). وكذا قوله : (يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ) (الفرقان : ٢٢) وإنما احتيج لهذا التقدير ؛ لأن ما بعد «لا (٥)» النافية في مثل هذا الموضع لا تعمل (٦) فيه ما قبلها. وأيضا فإن «بشرى» مصدر ، والمصدر لا يتقدم عليه ما (٧) كان في صلته.
ومن ذلك قوله [سبحانه : (ثُمَ] (٨) إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ) (الروم : ٢٥) ، (٩) (فالعامل في «إذا» الأولى ما دلّ عليه (إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ) ، والتقدير «خرجتم». ولا يجوز أن يعمل فيه «تخرجون» لامتناع أن يعمل ما بعد (١٠) «إذا» [في] (١١) المكانية فيما قبلها ، وحكمها في ذلك حكم الفاء.
__________________
(١) في المخطوطة (الرغائب).
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٣) تقدم التعريف بالكتاب في ١ / ١٠٥.
(٤) ليست في المطبوعة.
(٥) تصحفت في المطبوعة إلى (ما).
(٦) في المطبوعة (يعمل).
(٧) في المخطوطة (كما).
(٨) ليست في المطبوعة.
(٩) اضطراب في المخطوطة تقديم وتأخير.
(١٠) في المخطوطة (بعدها).
(١١) ساقطة من المطبوعة.