لصاحبك أنصت فقد لغوت (١)». وتختص المضمّنة معنى الشرط بالفعل ، ومذهب سيبويه أنّها [لا تضاف إلا] (٢) إلى جملة فعلية ، ولهذا إذا وقع بعدها اسم قدّر بينه وبينها فعل ، محافظة على أصلها ؛ فإن كان الاسم مرفوعا كان فاعل ذلك الفعل المقدر ، كقوله تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) (الانشقاق : ١) ، وإن كان منصوبا كان مفعولا والفاعل (٣) فيه أيضا ذلك المقدّر ، كقوله :
إذا ابن أبي موسى بلالا بلغته
والتقدير : إذا بلغت (٤).
ومنهم من منع اختصاصها بالفعل ، لجواز : «إذا زيد ضربته». وعلى هذا فالمرفوع بعدها مبتدأ ، وهو قول الكوفيّين ، واختاره ابن مالك. (٥) وعلى القولين فمحلّ (٥) الجملة بعدها الجر بالإضافة. والفاعل (٦) فيها جوابها. وقيل : ليست مضافة والعامل فيها الفعل (٧) الذي يليها ، لا جوابها (٧).
(تنبيه): مما (٨) يفرّق فيه بين المفاجأة والمجازاة ، أنّ [«إذا»] (٩) التي للمفاجأة لا يبتدأ بها ، كقوله : (إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ) (الروم : ٣٦) ، والتي بمعنى المجازاة يبتدأ بها ، نص عليه سيبويه (١٠) ، فقال في الأولى : «إذا جواب بمنزلة الفاء ، وإنما صارت جوابا بمنزلة الفاء ، لأنه لا يبدأ بها كما لا يبدأ بالفاء».
__________________
(١) حديث شريف ، متفق عليه من حديث أبي هريرة رضياللهعنه أخرجه البخاري في الصحيح ٢ / ٤١٤ كتاب الجمعة (١١) ، باب الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب ... (٣٦) الحديث (٣٩٤) ، ومسلم في الصحيح ٢ / ٥٨٣ كتاب الجمعة (٧) باب في الإنصات يوم الجمعة ... (٣) الحديث (١١ / ٨٥١) ولفظه : «إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة انصت والإمام يخطب فقد لغوت».
(٢) العبارة ساقطة من المخطوطة. وانظر الكتاب ٤ / ٢٣٢ ، عدة ما يكون عليه الكلم.
(٣) في المخطوطة (والعامل).
(٤) في المخطوطة (بلغته).
(٥) عبارة المخطوطة (وعلى القول بالاختصاص فمحل).
(٦) في المخطوطة (والعامل).
(٧) عبارة المخطوطة (التي لا يليها إلا جوابها).
(٨) في المخطوطة (ما).
(٩) ساقطة من المخطوطة.
(١٠) انظر الكتاب ١ / ١٠٧ هذا باب ما ينصب في الألف ، و ٣ / ٦٤ هذا باب الجزاء و ٤ / ٢٣٢. عدة ما يكون عليه الكلم.