(الثانية): الظرفية ضربان (١) : ظرف محض (٢) ، وظرف مضمّن معنى الشرط.
ـ فالأول : نحو قولك : راحة المؤمن إذا دخل الجنة. ومنه قوله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى) (الليل : ١). ومنه (٣) (٤) [(وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ) (النساء : ١٠٢) و] (٤) «إذا كنت عليّ راضية ، وإذا كنت عليّ غضبى (٥)» ، لأنه لو كان فيها معنى الشرط ، لكان جوابها معنى ما تقدم ، ويصير التقدير [في] (٤) الأوّل «إذا يغشى أقسم» فيفسد المعنى [لغة] (٤) ، [أو] (٦) يصير القسم متعلّقا على شرط ، لا مطلقا فيؤدي إلى أن يكون القسم غير حاصل الآن ؛ وإنما يحصل إذا وجد شرطه ، وليس المعنى عليه ، بل على حصول القسم (٧) الآن من غير تقييد. وكذا حكم : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) (النجم : ١) (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) (الفجر : ٤).
ومما يتمحض (٨) للظرفية العارية من الشرط قوله : (وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) (الشورى : ٣٩) ، لأنّه لو كان فيها معنى الشرط لوجبت الفاء في جوابها.
ـ والضرب الثاني : يقتضي شرطا وجوابا (٩) ، ولهذا تقع الفاء بعدها على حدّ وقوعها بعد «إذ» ، كقوله تعالى : (إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا) (الأنفال : ٤٥) ، وكذا (١٠) كثر وقوع الفعل بعد (١١) ماضي اللفظ مستقبل المعنى ، نحو : إذا جئتني أكرمتك (١٢). ومنه : «إذا قلت
__________________
(١) في المخطوطة (ظرفان).
(٢) في المخطوطة (مختص).
(٣) في المخطوطة (وقوله).
(٤) ما بين الحاصرتين ليس في المطبوعة.
(٥) حديث شريف متفق عليه ، أخرجه البخاري في الصحيح ٩ / ٣٢٥ ، كتاب النكاح (٦٧) ، باب غيرة النساء ... (١٠٨) ، الحديث (٥٢٢٨). ومسلم في الصحيح ٤ / ١٨٩٠ ، كتاب فضائل الصحابة (٤٤) ، باب في فضل عائشة رضياللهعنها (١٣) ، الحديث (٨٠ / ٢٤٣٩).
(٦) ساقطة من المخطوطة.
(٧) في المخطوطة (القيمة).
(٨) في المخطوطة (يتضمن).
(٩) في المخطوطة (أو جوابا).
(١٠) في المخطوطة (ولذلك).
(١١) في المخطوطة (بعدها).
(١٢) في المخطوطة (أكرمك).