إنما تشرك بين المتعاطفين كما تشرك بينها (١) «أو». (وقيل) : فيها معنى العطف. (٢) [وهي استفهام كالألف ؛ إلا أنها لا تكون في أول الكلام لأجل معنى العطف] (٢). (وقيل) : هي «أو» أبدلت من الواو ، ليحوّل إلى معنى. يريد إلى معنى «أو».
وهي قسمان : متصلة ومنفصلة : فالمتّصلة هي الواقعة في العطف والوارد بعدها وقبلها كلام واحد ، والمراد بها الاستفهام عن التعيين ؛ فلهذا تقدّر (٣) بأيّ. وشرطها أن تتقدّمها همزة الاستفهام ، ويكون ما بعدها مفردا ، أو في تقديره.
والمنفصلة ما فقد فيها الشرطان أو أحدهما ، وتقدّر ب «بل» والهمزة. ثم اختلف النحاة في كيفية تقدير المنفصلة في (٤) ثلاثة مذاهب ، حكاها الصفّار (٥) :
ـ (أحدها) : أنها تقدر بهما وهي بمعناهما ، فتفيد الإضراب عمّا قبلها على سبيل التحول والانتقال ك «بل» ، والاستفهام عما بعدها. ومن ثمّ لا يجوز أن تستفهم مبتدئا كلامك ب «أم». ولا تكون إلا بعد كلام ، لإفادتها الإضراب ، كما تقدم. قال أبو الفتح : والفارق بينها وبين «بل» أنّ ما بعد «بل» منفيّ ، وما بعد «أم» مشكوك فيه.
(والثاني) : أنها بمنزلة «بل» خاصة ، والاستفهام محذوف بعدها ، وليست [هي] (٦) مفيدة (٧) الاستفهام وهو قول الفراء (٨) في «معاني القرآن».
(والثالث) : أنّها بمعنى الهمزة ، والإضراب مفهوم من أخذك في كلام آخر وترك الأول.
قال الصفار : فأمّا الأول فباطل ؛ لأنّ الحرف لا يعطي في حيّز واحد أكثر من معنى واحد ، فيبقى الترجيح بين المذهبين. وينبغي أن يرجّح الأخير ؛ لأنه ثبت من كلامهم : إنّها
__________________
(١) في المخطوطة (بينهما).
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٣) في المطبوعة. (يقدر).
(٤) في المخطوطة (على).
(٥) هو القاسم بن علي البطليوسي تقدم التعريف به في ٢ / ٤٥١.
(٦) ساقطة من المطبوعة.
(٧) في المخطوطة (مقيدة).
(٨) انظر معاني القرآن ١ / ٧١ ـ ٧٢. بتصرف.