وقوله تعالى : (أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ) (فصلت : ٤٠). وقوله : (أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا) (الفرقان : ٢٤) ، (١) [ثم المشهور في هذا التزام الافراد والتذكير ، إذا كان ما هو له مجموعا لفظا ومعنى كقوله تعالى : (أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا] (١) وَأَحْسَنُ مَقِيلاً) (الفرقان : ٢٤). أو لفظا لا معنى ، كقوله تعالى : (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ) (الإسراء : ٤٧). و (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ) (طه : ١٠٤).
وأما قوله تعالى : (يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ) (الحج : ١٣) ، فمعناه : الضرر بعبادته ؛ أقرب من النفع بها. (فإن قيل) كيف قال : (أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ) (الحج : ١٣) ولا نفع من قبله البتة؟. (قيل) : [٢٨٠ / أ] لما كان في قوله : ([لَمَنْ] (٢) ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ) تبعيد لنفعه ، والعرب تقول لما [لم] (٣) يصح في اعتقادهم [بكونه]. (٤) «هذا بعيد» جاز الإخبار ب «بعد» نفع الوثن ، والشاهد له قوله تعالى حكاية عنهم : (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) (ق : ٣).
ـ (السابعة) : «أفعل» في الكلام على ثلاثة أضرب :
١ ـ مضاف ، كقوله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) (التين : ٨).
٢ ـ ومعرّف باللام ، نحو : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) (الأعلى : ١) و (لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ) (المنافقون : ٨).
٣ ـ وخال منهما. ويلزم اتصاله ب «من» التي لابتداء الغاية جارّة للمفضّل عليه ، كقوله تعالى : (٥) [(أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً)] (الكهف : ٣٤).
وقد يستغنى بتقديرها عن ذكرها ، كقوله تعالى : (وَأَعَزُّ نَفَراً) (الكهف : ٣٤). ويكثر ذلك إذا كان أفعل التفضيل خبرا ، كقوله :] (٥) (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى) (الأعلى : ١٧). وحيث أضيف إنما يضاف إلى جمع معرّف ، نحو «أحكم الحاكمين» ، ولا يجوز
__________________
(١) ليست في المطبوعة.
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) ليست في المطبوعة.
(٥) ليست في المخطوطة.