والمراد [ب] (١) (مَنْ) العبيد والإماء والبهائم فإنها مخلوقة لمنافعها.
ـ (الثالثة) : قوله تعالى : (وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ) (البقرة : ٢١٧) وليس من هذا الباب ، لأنّ (الْمَسْجِدِ) معطوف على (سَبِيلِ اللهِ) في قوله : (وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) (البقرة : ٢١٧). ويدلّ لذلك أنه [سبحانه] (٢) صرّح بنسبة الصدّ إلى المسجد في قوله : ([أَنْ] صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) (٣) (المائدة : ٢).
وهذا الوجه حسن ، لو لا [ما] (٣) يلزم منه الفصل بين (صَدٌّ) و [هو مصدر ومعموله وهو] (٤) (الْمَسْجِدِ) بقوله : (وَكُفْرٌ [بِهِ]) (٤) ، وهو أجنبيّ. ولا يحسن أن يقال : إنّه معطوف على (الشَّهْرِ) (٥) (البقرة : ٢١٧) ، لأنهم لم يسألوا عنه ، ولا على (٦) (سَبِيلِ) ؛ [لأنّه] (٧) إذ ذاك من تتمّة المصدر ، ولا يعطف على المصدر قبل تمامه.
ـ (الرابعة) : قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ) (الأنفال : ٦٤) ، قالوا : الواو عاطفة ل (مَنِ) على الكاف المجرورة ، والتقدير : حسبك من اتبعك.
وردّ بأن الواو للمصاحبة ([وَ]) (٧) مَنِ في محلّ نصب عطفا على الموضع ؛ كقوله :
فحسبك والضحّاك سيف مهنّد (٨)
ـ (الخامسة) : قوله تعالى : (كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً) (البقرة : ٢٠٠) [إذ جعل
__________________
(١) سقطت من الأصول ، وأثبتناها من عبارة أبي البقاء العكبري.
(٢) ليست في المطبوعة.
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) ليست في المطبوعة.
(٥) في قوله تعالى (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ).
(٦) في المخطوطة (ولا عن).
(٧) ليست في المخطوطة.
(٨) عجز بيت صدره :
إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا |
|
فحسبك والضحاك سيف مهند |
ذكره ابن يعيش في «شرح المفصل» ٢ / ٥١ مبحث المفعول معه ، وذكره ابن منظور في «لسان العرب» ١ / ٣١٢ مادة «حسب» و ٢ / ٣٩٥ مادة «هيج» و ١٥ / ٦٦ مادة «عصا» ، وذكره ابن هشام في «مغني اللبيب» ٢ / ٥٦٣ باب المنصوبات المتشابهة الشاهد (٨٠٠).