الشديد التقوى والإيمان (الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ) ينفقه في مرضاة الله وفي طرق إنفاقه و (يَتَزَكَّى) يتطهّر ويطلب أن يكون زكيّ النفس عند ربّه جلّ وعلا (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى) أي أن الذي أعطى ماله لمستحقّيه وأنفقه في سبيل الله ولم يبتغ من وراء ذلك جزاء ممّن يعطيهم ولا يريد عوضا ، وأنه لا يكافئ من يعطيه من جهة ، ولا يعطي أحدا ليجعل له عليه يدا أو منّة ، ولا يفعل ذلك (إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى) أي طلبا لوجه الله سبحانه ورغبة في رضاه وثوابه (وَلَسَوْفَ يَرْضى) أي وسوف نعطيه حتى نرضيه من الثواب في الآخرة وينال فوق ما كان يتمنّاه من الأجر الكثير.
* * *