فيثيبكم بها بعد أن يحط عنكم ذنوبكم ، وذلك (يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) أي لا يذلّهم بل يعزّهم بإعطائهم الثواب الجزيل ويشفّع النبيّ صلىاللهعليهوآله بالمؤمنين ويرفع من درجته وكرامته بذلك (نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ) مرّ تفسيره في سورة الحديد (يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا) أي اجعله تامّا لنا بفضلك وكرمك. وعبارة (يَقُولُونَ رَبَّنا) في محل نصب على الحال ، والتقدير : قائلين ذلك. وقيل (وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) مبتدأ ، و (نُورُهُمْ يَسْعى) خبره ، و (يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا) خبر آخر من الذين آمنوا وحال منهم (وَاغْفِرْ لَنا) أي اعف عن معاصينا وذنوبنا (إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) واضح المعنى. وعاد سبحانه لخطاب النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ) أي قاتلهم وحاربهم (وَ) جاهد (الْمُنافِقِينَ) بالقول لردعهم عن كل ما يفعلونه من قبائح. فابذل جهدك مع هؤلاء ومع هؤلاء. وفي المجمع عن الإمام الصادق عليهالسلام أنه قرأ : (جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ) ثم قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله لم يقاتل منافقا قط ، إنما كان يتألّفهم (وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) أي اشدد عليهم ،! والغلظة على المنافقين هنا هي إقامة الحدّ (وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) وهي مآلهم ومستقرّهم.
* * *
(ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (١٠) وَضَرَبَ اللهُ