أَزْواجُهُمْ) من عندكم فأعطوهم (مِثْلَ ما أَنْفَقُوا) عليهنّ من المهور من رأس الغنيمة ، وكذلك الحال في من ذهبت زوجته إلى قوم بينكم وبينهم عهد ثم نكث في إعطاء المهر ، فالذي ذهبت زوجته يعطى المهر من رأس الغنيمة. وقيل إن المعنى أنه إن فاتكم أحد من أزواجكم إلى الكفار المعاهدين معهم ، ثم غنمتم منهم فأعطوا زوجها صداقها الذي كان قد أعطاها إياه (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ) أي التزموا بأوامره واحذروا معصيته باعتبار أنكم مصدّقون به وبأوامره ونواهيه. وقيل إن جماعة من الصحابة ارتدت زوجاتهم ولم يهاجرن معهم فأعطاهم رسول الله (ص) مهور نسائهم من الغنيمة.
* * *
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ (١٣))
١٢ و ١٣ ـ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ ...) هذه حكاية بيعة النساء للنبيّ (ص) فبعد أن أنهى بيعة الرجال بعد فتح مكة جاءته النساء وهو على الصّفا فنزلت هذه الشروط وأوحى إليه سبحانه : (إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ) كالرجال فالشروط هي أن يبايعن (أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً) بل يوحّدنه ويكفرن بالأصنام (وَلا يَسْرِقْنَ) من