النصف إلى الثلثين ، ولكنه روي ان الصادق عليهالسلام قال : القليل النصف أو انقص من القليل قليلا ، أو زد على القليل قليلا. كما أنه قيل : معناه قم نصف الليل إلّا قليلا من ليالي العذر كالمرض وغيره. وعن سعيد بن هشام انه قال لعائشة : أنبئيني عن قيام رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقالت : ألست تقرأ يا ايّها المزّمّل؟ قلت : بلى. قالت فإن الله افترض قيام الليل في أول السورة ، فقام نبيّ الله وأصحابه حولا وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف ، فصار قيام الليل تطوّعا بعد أن كان فريضة. وقيل كان هذا بمكة قبل فرض الصلوات الخمس ثم نسخ بالخمس. والقيام بالليل سنّة مؤكّد وليس بفرض على كل حال (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) أي اقرأه مرتلا بفصاحة وتجويد متمهلا بحيث تنطق نطقا صحيحا بجميع الحروف وتوفّي الحق من الإشباع والعنّة والإدغام وغيرها ، وتفعل ذلك مترسّلا ، وعن أمير المؤمنين عليهالسلام : بيّنه بيانا ولا تهزّه هزّ الشّعر ولا تنثره نثر الرمل ، ولكن أقرع به القلوب القاسية ، ولا يكوننّ همّ أحدكم آخر السورة. وقال الإمام الصادق عليهالسلام : إذا مررت بآية فيها ذكر الجنّة فاسأل الله الجنّة ، وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فتعوّذّ بالله من النار. وعنه عليهالسلام أيضا : هو أن تتمكّث فيه وتحسّن صوتك. وعن أنس أن النبيّ (ص) كان يمد صوته مدّا (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) أي سننزل عليك من الوحي ما يثقل عليك لما فيه من تبليغ الرسالة وما يلحق ذلك من أذى الناس وما يلزم من جهاد النفس ، وما يثقل على الأمة لما فيه من الأمر والنهي والحدود. وقيل إن ذلك القول ثقيل لأنه لا يحمله إلّا قلب مؤيّد بالتوفيق ونفس مؤيّد التوحيد كما في المجمع. وهو ثقيل في الميزان لأنه كلام ربّنا جلّ وعلا ، وكذلك قيل إنه ثقيل على الكفار لما فيه من تجهيلهم وسفه أحلامهم وقبح ما هم عليه من العقيدة الفاسدة والعمل الباطل.
* * *