الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ* قُلْ صَدَقَ اللهُ. فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً. وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
يضاف إلى ما ذكرنا أن النبى صلىاللهعليهوسلم كان يخفى عليه وجه الصواب فى بعض ما يعنيه من الشئون ويهمه من الأمور فكان يتوقف تارة كما توقف فى حديث الإفك مدة حتى نزل الوحى ببراءة عائشة زوجته وبنت صديقه. وكان يجتهد ويخطئ تارة أخرى ، كما حدث فى أسرى بدر على ما سيأتى. فلو كانت هذه الأنباء الغيبية نابعة من نفسه ولم تكن من ربه ، لكان الأحرى به أن يعرف وجه الصواب فى أمثال تلك الشئون والمهام ، مع أن أسباب العلم فيها أقرب إلى اليسر والسهولة من تلك الغيبيات التى تقطعت أسبابها العادية جملة ومع أن الرسول قد آلمه ما أصابه من جراء عدم علمه بأمثال تلك الشئون والمهام. وإلى ذلك يشير القرآن فى قوله : (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللهُ. وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
معجزات يكشف عنها العلم الحديث
يتصل بما ذكرنا من أنباء الغيب ، نوع طريف لم يكشف عنه إلا العلم فى العصر الحديث. وكان قبل ذلك مخبوءا فى ضمير الزمن ، خفيا على المعاصرين لنزول القرآن ، حتى صاغ أعداء الله من هذا الخفاء شبهة. ولفقوا منه تهمة ، وما علموا أن جهلهم لا يصح أن يكون حجة (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ). وإليك أمثلة ثلاثة من هذا النوع :
١ ـ معجزة يكشف عنها التاريخ الحديث :
قال العلامة صاحب مجلة الفتح الغراء : فى سورة التوبة نقرأ هذه الآية الكريمة :