فو الله لو لا الله لا شيء غيره |
|
لحرّك من هذا السرير جوانبه |
وبتّ ألاهي غير بدع ملعن |
|
لطيف الحشا لا يحتويه مضاجعه |
يلاعبني طورا وطورا كأنّما |
|
بدا قمرا في ظلمة الليل حاجبه |
يسرّ به من كان يلهو بقربه |
|
يعاتبني في حبّه وأعاتبه |
ولكنّني أخشى رقيبا موكّلا |
|
بأنفسنا لا يفتر الدهر كاتبه |
ثمّ تنفسّت الصعداء وقالت : أشكو عمر بن الخطّاب وحشتي في بيتي ، وغيبة زوجي عليّ ، وقلّة نفقتي! فلان لها عمر فلمّا أصبح بعث إليها بنفقة وكسوة ، وكتب إلى عامله يسرّح إليها زوجها (١).
[٢ / ٦٦٠٥] وأخرج الزبير بن بكّار في الموفّقيات عن محمّد بن معن قال : أتت امرأة إلى عمر بن الخطّاب فقالت : يا أمير المؤمنين إنّ زوجي يصوم النهار ويقوم الليل ، وأنا أكره أن أشكوه إليك وهو يقوم بطاعة الله! فقال لها : جزاك الله خيرا من مثنية على زوجها! فجعلت تكرّر عليه القول ، وهو يكرّر عليها الجواب ، وكان كعب بن سوّار الأسدي حاضرا ، فقال له : اقض يا أمير المؤمنين بينها وبين زوجها! فقال : وهل فيما ذكرت قضاء؟ فقال : إنّها تشكو مباعدة زوجها لها عن فراشها وتطلب حقّها في ذلك! فقال له عمر : أما لأن فهمت ذلك فاقض بينهما! فقال كعب : عليّ بزوجها ، فأحضر فقال : إنّ امرأتك تشكوك! فقال : قصرت في شيء من نفقتها؟ قال : لا. فقالت المرأة :
يا أيّها القاضي الحكيم برشده |
|
ألهى خليلي عن فراشي مسجده |
نهاره وليله ما يرقده |
|
فلست في حكم النساء أحمده |
زهّده في مضجعي تعبّده |
|
فاقض القضا يا كعب لا تردّده |
فقال زوجها :
زهّدني في فرشها وفي الحجل |
|
إنّي امرؤ أزهد فيما قد نزل |
في سورة النحل وفي السبع الطول |
|
وفي كتاب الله تخويف جلل |
__________________
(١) الدرّ ١ : ٦٥٣ ؛ ابن كثير ١ : ٢٧٦ ، بتفاوت.