[٢ / ٥٧٠٦] روى عليّ بن موسى بن طاووس في كتاب «أمان الأخطار» نقلا من كتاب «الدعاء» لسعد بن عبد الله ، بإسناده إلى زرارة ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : علّمني دعاء! فقال : «إنّ أفضل الدعاء ما جرى على لسانك» (١).
هذا بالنسبة إلى من كان عارفا بمواضع العبوديّة تجاه ساحة قدس الربوبيّة ، كأمثال زرارة ، ذلك الرجل الخبير الفخيم. وإلّا فاقتصار على المأثور عن السلف الصالح ، هو الأفضل الأولى.
[٢ / ٥٧٠٧] روى أبو جعفر الطوسيّ عن شيخه المفيد بالإسناد إلى زياد القندي عن عبد الرحيم القصير ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فقلت له : جعلت فداك ، إنّي اخترعت دعاء. فقال : دعني من اختراعك. ثمّ علّمه نهج الدعاء وعرض المسألة لديه تعالى.
وهكذا رواه ابن بابويه الصدوق وأبو جعفر الكليني بالإسناد إلى عبد الرحيم القصير (٢).
ومن ثمّ اتّفق أهل العلم على أفضليّة اختيار الدعاء المأثور ، ولا سيّما في المؤقّتات. وأكّدوا على اختيار المأثور من الأدعية في مواطن الحجّ وفي مواسمه وفي جميع نسكه. حيث لا يعرف وجه الثناء عليه تعالى وإظهار العبوديّة لديه سبحانه ، إلّا العارفون الممارسون ، وهم جهابذة هذا المضمار الرهيب.
أدعية مأثورة في مواسم الحجّ
وبعد فإليك أدعية مأثورة عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام وهم أدرى بما في البيت. استخرجها وجمعها الشيخ أبو جعفر الطوسيّ رحمهالله في كتابه «مصباح المتهجّد» ، فيما يخصّ مواسم الحجّ من ذي الحجّة الحرام.
قال : وفي هذا الشهر يقع الحجّ الّذي افترضه الله على الخلق ، ونحن نذكر سياقة الحجّ والعمرة على وجه الاختصار إن شاء الله تعالى.
من عزم على الحجّ وأراد التوجّه إليه ، فعليه أن ينظر في أمر نفسه ويقطع العلائق بينه وبين مخالطيه ومعامليه ، ويوفي كلّ من له عليه حقّ حقّه ، ثمّ ينظر في أمر من يخلفه ويحسن تدبيرهم ،
__________________
(١) أمان الأخطار : ١٩ ؛ الوسائل ٧ : ١٣٩ ، باب ٦٢ / ١ و ٢.
(٢) التهذيب ١ : ١١٦ / ٣٠٥ ؛ الفقيه ١ : ٥٥٩ ـ ٥٦٠ / ١٥٤٨ ؛ الكافي ٣ : ٤٧٦ ـ ٤٧٧ / ١.