الصوم أيّام التشريق بمنى
قد استفاض الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في النهي عن الصيام أيّام التشريق ، لمن كان بمنى ، حتّى الثلاثة بدل الهدي. وكذا عن الأئمّة من عترته الأطهار عليهمالسلام :
وقد وهم بعضهم فحسب النهي عامّا يشمل سائر البلاد أيضا ، كما حسب آخرون اختصاص المنع بما سوى بدل الهدي.
وإليك تفصيل الأحاديث :
[٢ / ٥٤١٩] قال ابن بابويه الصدوق رحمهالله : وعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة عليهمالسلام : «إنّما كره الصيام في أيّام التشريق ، لأنّ القوم زوّار الله ، فهم في ضيافته ، ولا ينبغي للضيف أن يصوم من زاره وأضافه» (١).
[٢ / ٥٤٢٠] وقال : روي أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بعث بديل بن ورقاء الخزاعي على جمل أورق (٢) ، فأمره أن ينهى الناس عن صيام أيّام منى ، فجعل بديل يتخلّل الفساطيط ، ينادي بأعلى صوته : أيّها الناس ، لا تصوموا هذه الأيّام ، فإنّها أيّام أكل وشرب وبعال (٣).
وهكذا قال ابن حزم : لا يجوز صيام أيّام التشريق ، لا في قضاء رمضان ولا في نذر ولا في كفّارة ولا لمتمتّع بالحجّ لا يقدر على الهدي.
[٢ / ٥٤٢١] وروى عن مالك بالإسناد إلى أبيّ مرّة مولى أمّ هانىء ، أنّه دخل مع عبد الله بن عمرو بن العاصي على أبيه ، فقرّب إليهما طعاما ، فقال ابنه عبد الله : إنّى صائم! فقال : كل ، فهذه الأيّام الّتي كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يأمرنا بفطرها ، وينهانا عن صيامها ؛ قال مالك وهي أيّام التشريق! (٤) ورواه أحمد في المسند (٥).
[٢ / ٥٤٢٢] وروى بالإسناد إلى بشر بن سحيم : «أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمره أن ينادي أيّام التشريق : إنّه لا يدخل الجنّة إلّا مؤمن ، وأنّها أيّام أكل وشرب» (٦).
__________________
(١) الفقيه ٢ : ١٩٧ ـ ١٩٨ / ٢١٢٩.
(٢) الأورق من الإبل : الّذي في لونه سواد إلى البياض ، وهو من أحسن الجمال وأطيبها لحما.
(٣) المقنع : ٢٨٢. والبعال : المضاجعة.
(٤) المحلّى ٧ : ٢٨ ، م ٨٠٢.
(٥) مسند أحمد ٤ : ١٩٧.
(٦) المحلّى ٧ : ٢٨ ، م ٨٠٢ ورواه أحمد في المسند ٤ : ٣٣٥.