أقام بيّنة أعطاه ، ومن لم يقم بيّنة أحلفه ، قال : فقال له قائل : يا أمير المؤمنين أقسم الفيء بيننا والسّبي ، قال : فلمّا أكثروا عليه قال : أيّكم يأخذ أمّ المؤمنين في سهمه؟ فكفّوا».
[٢ / ٦١٨١] وروى أبو جعفر الصدوق بإسناده عن عبد الله بن سليمان قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إنّ الناس يروون أنّ عليّا عليهالسلام قتل أهل البصرة وترك أموالهم ، فقال : إنّ دار الشرك يحلّ ما فيها ، وإنّ دار الإسلام لا يحلّ ما فيها ، فقال : «إنّ عليّا عليهالسلام إنّما منّ عليهم كما منّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على أهل مكّة ، وإنّما ترك عليّ عليهالسلام لأنّه كان يعلم أنّه سيكون له شيعة ، وإنّ دولة الباطل ستظهر عليهم ، فأراد أن يقتدى به في شيعته ، وقد رأيتم آثار ذلك ، هو ذا يسار في الناس بسيرة عليّ عليهالسلام ، ولو قتل عليّ عليهالسلام أهل البصرة جميعا واتّخذ أموالهم لكان ذلك له حلالا ، لكنّه منّ عليهم ليمنّ على شيعته من بعده».
[٢ / ٦١٨٢] وقال الصّدوق : وقد روي أنّ الناس اجتمعوا إلى أمير المؤمنين عليهالسلام يوم البصرة ، فقالوا : يا أمير المؤمنين أقسم بيننا غنائمهم ، قال : أيّكم يأخذ أمّ المؤمنين في سهمه؟. (١)
[٢ / ٦١٨٣] وعن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «لو لا أنّ عليّا عليهالسلام سار في أهل حربه بالكفّ عن السبي والغنيمة للقيت شيعته من الناس بلاء عظيما ، ثمّ قال : والله لسيرته كانت خيرا لكم ممّا طلعت عليه الشّمس». (٢)
قتال البغاة
[٢ / ٦١٨٤] روى الشيخ الطائفة الطوسي بإسناده عن عبد الرحمان بن الحجّاج قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «كان في قتال عليّ عليهالسلام أهل قبلة بركة ، ولو لم يقاتلهم عليّ عليهالسلام لم يدر أحد بعده كيف يسير فيهم». (٣)
[٢ / ٦١٨٥] وعن محمّد بن عمر بن عليّ ، عن أبيه ، عن جدّه أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال له : «يا عليّ إنّ الله تعالى قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي ، كما كتب عليهم الجهاد مع المشركين معي» ، فقلت : يا رسول الله وما الفتنة التي كتب علينا فيها الجهاد؟ قال : «فتنة قوم يشهدون أن لا إله إلّا الله ، وأنّي رسول الله وهم مخالفون لسنّتي وطاعنون في ديني» فقلت : فعلام نقاتلهم يا
__________________
(١) علل الشرائع ١ : ١٥٤ / ١ و ٢.
(٢) المصدر : ١٥٠ / ١٠.
(٣) التهذيب ٦ : ١٤٥ / ٢٥٠.