إلّا رأيت عليه ملكا يقول : آمين ، فإذا مررتم عليه فقولوا : (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ)» (١).
[٢ / ٥٦٩٩] وأخرج ابن ماجة والجندي في فضائل مكّة عن عطاء بن أبي رباح أنّه سئل عن الركن اليماني ـ وهو في الطواف ـ فقال : حدّثني أبو هريرة أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «وكّل به سبعون ملكا ، فمن قال : اللهمّ إنّي أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ، ربّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. قال : آمين» (٢).
[٢ / ٥٧٠٠] وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في الشعب عن ابن عبّاس : أنّ ملكا موكّلا بالركن اليماني منذ خلق الله السماوات والأرض يقول : آمين آمين. فقولوا : ربّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار (٣).
[٢ / ٥٧٠١] وروى الكليني بالإسناد إلى النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : يستحبّ أن يقول بين الركن والحجر : «اللهمّ آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» ، وقال : إنّ ملكا موكّلا يقول : آمين (٤).
قوله تعالى : (وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ)
أي سريع الإجابة ، حيث تواجد المصلحة ، وتوافر الشرائط حينذاك. وهو تذييل قصد به تحقيق الوعد بحصول الإجابة ، وزيادة تبشير لأهل الموقف ، حيث إجابة الدعاء فيه سريعة الحصول ، وهذا يشي بأنّ الحساب هنا أطلق على مراعاة العمل والمكافأة عليه. ومن ثمّ سمّي يوم القيامة يوم الحساب. قال تعالى بشأن المتّقين : (جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً)(٥) أي وفاقا
__________________
(١) الدرّ ١ : ٥٥٩ ؛ ابن كثير ١ : ٢٥١ ـ ٢٥٢.
(٢) الدرّ ١ : ٥٥٩ ؛ ابن ماجة ٢ : ٩٨٥ / ٢٩٥٧ ، باب ٣٢ ؛ الأوسط ٨ : ٢٠١ / ٨٤٠٠ ؛ القرطبي ٢ : ٤٣٤ ؛ ابن كثير ١ : ٢٥١.
(٣) الدرّ ١ : ٥٥٩ ؛ المصنّف ٧ : ١٠٤ / ٤ ، باب ٨٦ ، بلفظ : عن ابن عبّاس قال : على الركن اليماني ملك يقول آمين ، فإذا مررتم به فقولوا : اللهمّ ربّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ؛ الشعب ٣ : ٤٥٣ / ٤٠٤٦ ؛ كنز العمّال ١٢ : ٢٢٠ / ٣٤٧٥٤ ؛ الثعلبي ٢ : ١١٦ ؛ أبو الفتوح ٣ : ١٣٥ ؛ القرطبي ٢ : ٤٣٤.
(٤) نور الثقلين ١ : ١٩٩ ؛ الكافي ٤ : ٤٠٨ / ٧ ، كتاب الحجّ ، باب الطواف واستلام الأركان ؛ كنز الدقائق ٢ : ٢٩٧ ـ ٢٩٨.
(٥) النبأ ٧٨ : ٣٦.