[٢ / ٥١٦١] وقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا عباد الله ، أنتم كالمرضى ، وربّ العالمين كالطبيب ، فصلاح المرضى بما يعلمه الطبيب ويدبّره ، لا فيما يشتهيه المريض ويقترحه ، ألا فسلّموا الله أمره تكونوا من الفائزين» (١).
والأخبار بهذا الشأن كثيرة. وأسهب رحمهالله في بيان شرائط الاستجابة إمّا بحال الداعي او الدعاء ذاته ، أو الزمان أو المكان أو الأحوال ونحو ذلك ، في بيان رتيب وكفاءة بالغة ، فلله شأنه من أديب لبيب (٢).
وهكذا تجد المولى محمّد باقر المجلسي العظيم ، أتى على جميع هذه الأبواب والفصول باستيعاب شامل وإيفاء كامل. فأكرم به من محقّق مضطلع خبير (٣).
وغيرهما من كتب وتصانيف تخصّصت بذكر الأدعية والأذكار.
قوله تعالى : (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ) [٢ / ٥١٦٢] أخرج البزّار عن سلمان عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «يقول الله تعالى : يا ابن آدم واحدة لي ، وواحدة لك ، وواحدة فيما بيني وبينك ، وواحدة فيما بينك وبين عبادي! فأمّا الّتي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا ، وأمّا الّتي لك فما عملت من شيء أو من عمل وفّيتكه ، وأمّا الّتي بيني وبينك فمنك الدعاء وعليّ الإجابة ، وأمّا الّتي بينك وبين عبادي فارض لهم ما ترضى لنفسك» (٤).
[٢ / ٥١٦٣] وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن سلمان قال : لمّا خلق الله تعالى آدم قال : يا آدم ، واحدة لي وواحدة لك ، وواحدة بيني وبينك. فأمّا الّتي هي لي فتعبدنى لا تشرك بي شيئا. وأمّا الّتي هي لك ، فما عملت من شيء جزيتك به ، وأن أغفر ، فأنا الغفور الرحيم. وأمّا الّتي بيني وبينك فمنك المسألة والدعاء ، ومنّي الإجابة والعطاء.
__________________
(١) المصدر.
(٢) راجع : عدّة الداعي : ١١ ـ ٦٠ ، فما بعد.
(٣) راجع : بحار الأنواره ٩٠ : ١٤٧ ـ ٣٩٤. الجزء الثاني من المجلد التاسع عشر في ذكر الأدعية والأذكار.
(٤) الدرّ ١ : ٤٧١ و ٤٧٤ ؛ مسند البزّار ٦ : ٤٩٠ / ٢٥٢٣ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ٨ : ١٧٨ ، باب ١٧ / ١.