[٢ / ٥٦٦٧] وعن صالح بن حمزة ، عن بعض أصحابنا قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «عليك بإصلاح المال فإنّ فيه منبهة للكريم (١) واستغناء عن اللئيم».
[٢ / ٥٦٦٨] وعن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «الكادّ على عياله كالمجاهد في سبيل الله».
[٢ / ٥٦٦٩] وعن زكريّا بن آدم ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : «الّذي يطلب من فضل الله ما يكفّ به عياله ، أعظم أجرا من المجاهد في سبيل الله».
[٢ / ٥٦٧٠] وعن فضيل بن يسار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «إذا كان الرجل معسرا فيعمل بقدر ما يقوت به نفسه وأهله ، ولا يطلب حراما فهو كالمجاهد في سبيل الله».
[٢ / ٥٦٧١] وعن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر عليهالسلام قال : قال سلمان رضى الله عنه : «إنّ النفس قد تلتاث (٢) على صاحبها إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه ، فإذا هي أحرزت معيشتها اطمأنّت» (٣).
قوله تعالى : (فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً)
[٢ / ٥٦٧٢] روي العيّاشيّ بالإسناد إلى محمّد بن مسلم عن الإمام أبي جعفر الباقر والإمام أبي عبد الله الصادق عليهماالسلام قالا : «كانوا يفتخرون بآبائهم ؛ يقولون : أبي الّذي حمل الدّيات ، والّذي قاتل كذا وكذا ، إذا قاموا بمنى بعد النحر. وكانوا يحلفون بآبائهم : لا وأبي ، لا وأبي!» (٤) ..
[٢ / ٥٦٧٣] وقال مقاتل بن سليمان في قوله تعالى : (فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ) بعد أيّام التشريق (فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ) وذلك أنّهم كانوا إذا فرغوا من المناسك وقفوا بين مسجد منى وبين الجبل يذكر كلّ واحد منهم أباه ومحاسنه ويذكر صنائعه في الجاهليّة أنّه كان من أمره كذا وكذا ، ويدعو له بالخير. فقال الله ـ عزوجل ـ : (فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ) كذكر الأبناء الآباء فإنّي أنا فعلت ذلك الخير إلى آبائكم الّذين تثنون عليهم. ثمّ قال ـ سبحانه ـ : (أَوْ أَشَدَّ) يعني أكثر (ذِكْراً)
__________________
(١) منبهة أي مشرفة ومعلاة من النباهة ، يقال : نبه ينبه إذا صار نبيها شريفا. وقال الفيض رحمهالله : إنّما كان صلاح المال منبهة للكريم ، لأنّ بالإصلاح ينمو المال ، وبنموّ المال يتيسّر الكرم ، وبالكرم يعلو الكريم ويشرف.
(٢) التاث عليه الأمر : اختلط والتبس. مأخوذ من اللّوث بمعنى التلطّخ والتلوّث.
(٣) الكافي ٥ : ٧٣ ـ ٨٩ ، كتاب المعيشة.
(٤) العيّاشيّ ١ : ١١٧ / ٢٧٢ ؛ القمّي ١ : ٦٩ ـ ٧٠ ؛ البرهان ١ : ٤٤٢ / ٥ ؛ البحار ٩٦ : ٣١١ / ٣٤ ، باب ٥٤.