فقال كعب :
إنّ خير القاضيين من عدل |
|
وقضى بالحقّ جهرا وفصل |
إنّ لها حقّا عليك يا رجل |
|
تصيبها في أربع لمن عقل |
قضيّة من ربّها عزوجل |
|
فأعطها ذاك ودع عنك العلل |
ثمّ قال : إنّ الله قد أباح لك من النساء أربعا ، فلك ثلاثة أيّام ولياليها تعبد فيها ربّك ، ولها يوم وليلة. فقال عمر : والله ما أدري من أيّ أمريك أعجب. أمن فهمك أمرها أم من حكمك بينهما! اذهب فقد ولّيتك قضاء البصرة (١)!
قلت : يا لها من بديعة أسطوريّة نسجتها قرائح أدبيّة يومذاك!!
[٢ / ٦٦٠٦] وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن عمر : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خرج وعمر بن الخطّاب معه ، فعرضت امرأة فقالت : يا رسول الله إنّي امرأة مسلمة محرّمة ومعي زوج لي في بيتي مثل المرأة! فقال لها النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ادعي زوجك ، فدعته وكان خرّازا فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما تقول امرأتك يا عبد الله؟ فقال الرجل : والّذي أكرمك ، ما جفّ رأسي منها! فقالت امرأته : ما مرّة واحدة في الشهر! فقال لها النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أتبغضينه؟ قالت : نعم! فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أدنيا رؤسكما ، فوضع جبهتها على جبهة زوجها ثمّ قال : «اللهمّ ألّف بينهما وحبّب أحدهما إلى صاحبه» ثمّ مرّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بسوق النّمط فطلعت المرأة تحمل أدما (٢) على رأسها ، فلمّا رأت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم طرحته وأقبلت فقبّلت رجليه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : كيف أنت وزوجك؟ فقالت : والّذي أكرمك ، ما طارف ولا تالد ولا والد بأحبّ إليّ منه! فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أشهد أنّي رسول الله ، فقال عمر : وأنا أشهد أنّك رسول الله.
وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم في الدلائل من حديث جابر بن عبد الله مثله (٣).
__________________
(١) الدرّ ١ : ٦٥٣ ـ ٦٥٤.
(٢) والأدم : الخبز المختلط بالإدام. يقال : أدم الخبز إذا خلطه بالإدام ، وهو ما يجعل مع الخبز أو الطعام ليطيبه.
(٣) الدرّ ١ : ٦٥٤ ؛ الدلائل للبيهقي ٦ : ٢٢٨ ـ ٢٢٩ ، وزاد : «قال أبو عبد الله : تفرّد به عليّ بن أبي عليّ اللهبي وهو كثير