الخمر فنهى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن ذلك (١).
[٢ / ٦٢٩١] وأخرج البغوي عن عبد الله بن عمر قال : لمّا نزلت الآية الّتي في سورة المائدة حرّمت الخمر فخرجنا بالحباب إلى الطريق فمنّا من كسر حبّه ، ومنّا من غسله بالماء والطين ولقد غودرت أزقّة المدينة بعد ذلك حينا ، كلّما مطرت استبان فيها لون الخمر وفاحت منها ريحها (٢).
[٢ / ٦٢٩٢] وأخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن قالا : قال الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ) و (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما) فنسختها الآية الّتي في المائدة ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ) الآية (٣).
قوله : نسختها أي غيّرتها من لين إلى شدّة.
[٢ / ٦٢٩٣] وأخرج عن عوف ـ هو ابن أبي جميلة ـ عن أبي القموص زيد بن عليّ العبديّ ويقال :
الجرميّ ، قال : أنزل الله ـ عزوجل ـ في الخمر ثلاث مرّات ؛ فأوّل ما أنزل قوله : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما) قال : فشربها من المسلمين من شاء منهم على ذلك ، حتّى شرب رجلان ، فدخلا في الصلاة ، فجعلا يهجران كلاما لا يدري عوف ما هو ، فأنزل الله ـ عزوجل ـ فيهما : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ)(٤) فشربها من شربها منهم ، وجعلوا يتّقونها عند الصلاة ، حتّى شربها ـ فيما زعم أبو القموص ـ رجل (٥) فجعل ينوح على قتلى بدر :
تحيّي بالسّلامة أمّ عمرو |
|
وهل لك بعد رهطك من سلام |
ذريني أصطبح بكرا فإنّي |
|
رأيت الموت نقّب عن هشام |
وودّ بنو المغيرة لو فدوه |
|
بألف من رجال أو سوام |
كأيّ بالطّويّ طويّ بدر |
|
من الشّيزى يكلّل بالسّنام |
__________________
(١) الدرّ ١ : ٦٠٦ ؛ تاريخ بغداد ٨ : ٣٥٣ / ٤٤٥٧ ، باب داوود بن الزبرقان.
(٢) البغوي ١ : ٢٧٧.
(٣) الطبري ٢ : ٤٩٢ / ٣٣٠٦.
(٤) النساء ٤ : ٤٣.
(٥) سيأتي الكلام عن هذا الرجل وصاحبه ، فيما نذكره من حديث الثعلبي بهذا الشأن.