أقوال العلماء فيها ، والتي سمّيت ليلة القدر لأنها يحكم الله فيها ويقضي ويقدّر ما يكون في السنة بكاملها من كل امر ، وهي الليلة المباركة التي قال فيها : إنّا أنزلناه في ليلة مباركة ، لأنه سبحانه ينزل فيها الخير والمغفرة ، فهي من أشرف الليالي وأعظمها ويستحبّ إحياؤها في الصلاة والدعاء والطاعة لأن ثواب إحيائها جزيل إذ أنزل فيها كتاب ذو قدر عظيم على رسول ذي قدر عظيم على يدي ملك ذي قدر عظيم ولأمّة ذات قدر عظيم إن هي عملت بما في هذا القرآن. أما متى تكون ليلة القدر فقد روي مرفوعا أن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : التمسوها في العشر الأواخر ، يعني من شهر رمضان المبارك ، وعن عليّ عليهالسلام أن النبيّ صلىاللهعليهوآله كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من شهر رمضان ، قال : وكان إذا دخل العشر الأواخر دأب وأدأب أهله. أي داوم العمل بالطاعات. وعن أبي جعفر عليهالسلام ـ كما في المجمع وغيره أنها في ليلتين : ليلة ثلاث وعشرين ، وليلة إحدى وعشرين. فقيل له : أفرد إحداهما ، فقال : وما عليك أن تعمل في ليلتين هي إحداهما؟ وتكررت الروايات عن المعصومين سلام الله عليهم بهذا المعنى. فقد أنزلنا القرآن عليك يا محمد في ليلة القدر (وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ) أي وما علمك يا محمد بخطر هذه الليلة وحرمتها؟ وهذا تحريض على العبادة والدعاء والطاعات فيها إذ بيّن سبحانه أهمّيتها بقوله الكريم : (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) أي أن قيامها والعبادة فيها خير من القيام والعبادة في ألف شهر ، والأوقات إنما تتفاضل بمقدار ما يكون فيها من أعمال الخير والبركة (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ) أي تتنزل فيها من السماء (وَالرُّوحُ) أي جبرائيل عليهالسلام (فِيها) في ليلة القدر ، ينزلون إلى الأرض ليسمعوا قراءة القرآن ، والثناء على الله سبحانه وتعالى ، وليروا الطاعات والعبادات. وقيل ليسلّموا على المسلمين (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) أي بأمره ينزلون. وهذا كقوله : (وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ)(مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) أي بكل أمر يأتيهم من عندنا فيه خير لهم وبركة ورزق