عظمة مفجّره بقدرته حيث قدّر دوران الأرض ومنازل الشمس وإيلاج الليل في النهار والنهار في الليل. أما ذكر الليالي العشر والقسم بها ، فذلك لأنها أيام الحج التي شرّفها الله ورغّب الناس فيها بالعمل الصالح. وفي قول أنها العشر الأواخر من شهر رمضان ، وأنها العشر التي أتم الله بها ميقات موسى عليهالسلام ، والأول أقرب للمعقول. ثم عطف على قسمه سبحانه قوله : (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) أي الزوج والفرد من العدد. وقيل إن ذلك لما في الحساب من النفع للناس. وقيل هي كل ما خلقه الله تعالى لأن جميع الأشياء إما زوج وإما فرد. وفي رواية ابن حصين عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : الشفع والوتر : الصلاة ، ومنها شفع ومنها وتر. وعن الصادقين عليهماالسلام : الشفع بوم التروية والوتر يوم عرفة. وقيل أخيرا : الشفع الأيام والليالي والوتر : اليوم الذي لا ليل بعده ، وهو يوم القيامة ، كما قيل : الشفع : عليّ وفاطمة عليهماالسلام ، والوتر : محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والله تعالى أعلم بما قال (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) أي إذا سار وأدبر ومضى بظلامه ، فإن سيره ذاك ، المرتّب من لدن خالق عظيم مدبّر ، يدل على عظمة خالقه ومدبّره على تلك الحال. وسير الليل إنما هو تابع لسير الشمس وحركة الأرض في الفلك ، وهو آية عظمي من آيات الله تبارك وتعالى ولذلك استحقّت عظمة الخالق أن يقسم به (هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ؟) أي هل في ذكر هذه الأيمان التي أقسم بها سبحانه يمين تقنع صاحب العقل؟ وهذا يعني أن من كان ذا عقل ولبّ يقتنع بهذه الأيمان ، ومن كان ذا عقل ولبّ علم أن ما أقسم الله تعالى به من هذه المذكورات فيه عجائب وغرائب تدل على وحدانية موجدها وعلى عظمة صنعه وبديع تدبيره وحكمته. (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ؟) هذه الحكاية اعتراض بين القسم المذكور وجوابه الذي لم يأت بعد. وهي خطاب للنبيّ صلىاللهعليهوآله وتنبيه للكفرة والمعاندين له على ما جرى لمن سبقهم لمّا كفروا بالله وبأنبيائه وكتبه كعاد قوم هود