خوفّناكم أيها الكافرون (عَذاباً قَرِيباً) لأنه آت تلاقونه بعد موتكم وتواجهونه يوم القيامة (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ) كل إنسان (ما قَدَّمَتْ يَداهُ) ما قدّم من الطاعة التي عبّر عنها باليدين لأن أكثر الأعمال تباشر بهما ، يرى ذلك مكتوبا في صحيفة أعماله مثبتا بكل دقّة (وَيَقُولُ الْكافِرُ) حينئذ : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) أي : آه لو بقيت ترابا ولم يرجع جسمي ولم تعد روحي لأتخلّص من الحساب في هذا اليوم ، ويا ليتني لم أبعث ولم أحشر. وقيل إنه يتمنّى أن يكون ترابا لأن الله سبحانه يحشر الوحوش والهوامّ وجميع الحيوانات لتقتصّ الجمّاء ـ التي ليس لها قرون ـ من القرناء التي نطحتها أو اعتدت عليها بقرونها ، وبعد أن يتم الاقتصاص لجميعها يقول الله سبحانه وتعالى : انّا خلقناكم وسخرّناكم لبني آدم ، وكنتم مطيعين أيام حياتكم ، فارجعوا إلى الذي كنتم ، كونوا ترابا ، فتكون ترابا. فإذا رأى الكافر ذلك قال : يا ليتني كنت ترابا ، أي يا ليتني كنت حيوانا في الدنيا ، لأصير ترابا في هذا اليوم العصيب.
* * *