(فَنِعْمَ الْقادِرُونَ) فما أعظم قدرتنا على ذلك ونعم المقدّرون نحن لذلك بتمام حسن التقدير والتدبير (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) المنكرين أننا قادرون على الخلق والبعث.
* * *
(أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً (٢٥) أَحْياءً وَأَمْواتاً (٢٦) وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً (٢٧) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٢٨))
٢٥ ـ ٢٨ ـ (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً ...) أي ألسنا نحن جعلنا الأرض تكفت العباد على ظهرها (أَحْياءً) وفي بطنها (أَمْواتاً) وتحوزهم في الحالين وتضمّهم في جميع أحوالهم. وفي المجمع أن الشعبي خرج في تشييع ميّت ونظر إلى الجنازة فقال : هذه كفات الأموات ، ثم نظر إلى البيوت فقال : هذه كفات الأحياء (وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ) أي أرسينا فيها جبالا ثابتة عالية غاية العلوّ (وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً) أي ماء عذبا حلو الطّعم (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) بإحيائنا للناس وبإماتتنا لهم وبخلقنا المذكور.
* * *
(انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢٩) انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ (٣٠) لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللهَبِ (٣١) إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (٣٢) كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ (٣٣) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٣٤) هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ (٣٥))
٢٩ ـ ٣٤ ـ (انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ...) هذا ما يخاطب به المكذّبون بالبعث وبعقابهم على عنادهم وكفرهم ، يناديهم به خزنة جهنّم