الْكافِرِينَ (٥٠) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (٥١) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٥٢))
٣٨ إلى ٤٣ ـ (فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ ، وَما لا تُبْصِرُونَ ...) هذا ردّ لقول المشركين الذين كذّبوا بالقرآن فكأنه قال سبحانه : ليس الأمر كما يزعمون وحرف «لا» هنا زائدة فمعناه : أقسم بما ترون من الأشياء وبما لا ترون (إِنَّهُ) أي القرآن (لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) هو محمد صلىاللهعليهوآله. وقيل إنه نفي للقسم ومعناه أن هذا الأمر لا يحتاج إلى قسم لوضوح الأمر في أن القرآن قول رسول كريم نقله له الرسول الأمين جبرائيل عليهالسلام عن الله عزوجل (وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ) أي وليس بقول شاعر تؤمنون به إيمانا قليلا (وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) أي ليس بقول ساحر حتى تعتبروه اعتبارا قليلا ، فقد عصم سبحانه رسوله عن الشعر الذي يدعو إلى الهوى ، وعن الكهانة التي هي سجع يفتن الحجى ، والقرآن كلام خراج عن تلك الأنواع وهو فريد في بلاغته وإعجازه ، فهو (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) أي منزل من عند الله تبارك وتعالى وحيا نقله جبرائيل (ع) بلفظه.
٤٤ إلى ٤٧ ـ (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ ...) أي ولو اخترع محمد صلىاللهعليهوآله كلاما وادّعى انه من عندنا (لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ) أي لكنّا أخذناه بيده اليمنى إذلالا له ولقطعناها ، وقيل لأخذنا بقدرتنا وسلطاننا (ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ) أي ولكنّا نقطع وتينه وهو وريد الدم في عنقه نقطعه لنهلكه إذا كذب علينا. وقيل إن الوتين عرق في القلب متصل بالظهر والعنق (فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ) أي وما من أحد منكم يحجزنا ويمنعنا عنه أو يقدر أن يدفع عقوبتنا عنه لو تقوّل علينا كذبا ، فهو صادق فيما يقوله ولا ينقل إلّا عنّا.
٤٨ إلى آخر السورة المباركة ـ (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ...) أي أن القرآن