أظهرهما من كلام سيبويه أنه جمع على «فعالى» غير مقلوب ، وكذلك «يتامى» (١).
وقيل : إن الأصل «أيايم» و «يتايم» و «يتيم» (فقلبا) (٢)(٣).
والأيّم : (من لا زوج له) (٤) ذكرا كان أو أنثى (٥). قال النضر بن شميل : الأيّم (٦) في كلام العرب : كل ذكر لا أنثى معه ، وكل أنثى لا ذكر معها. وهو قول ابن عباس في رواية الضحاك ، يقول : زوجوا أياماكم بعضكم من بعض (٧). وخصّه أبو بكر الخفّاف (٨) بمن فقدت زوجها ، فإطلاقه على البكر مجاز (٩). وقال الزمخشري : «تأيّما إذا لم يتزوجا بكرين كانا أو ثيّبين» ، وأنشد :
٣٨٣٠ ـ فإنّ تنكحي أنكح وإن تتأيّمي |
|
وإن كنت أفتى منكم أتأيّم (١٠) |
وعن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «اللهم إني أعوذ بك من العيمة والغيمة والأيمة والكرم والقرم» (١١). العيمة ـ بالمهملة : شدة شهوة اللبن (١٢). وبالمعجمة : شدة العطش (١٣). والأيمة : طول العزبة (١٤). والكرم : شدة شهوة الأكل (١٥) والقرم : شدة شهوة
__________________
(١) قال سيبويه في باب تكسيرك ما كان من الصفات عدد حروفه أربعة أخرى : (وقالوا : وج ووجيا كما قالوا زمن وزمنى ، فأجروا ذلك على المعنى كما قالوا : يتيم ويتامى ، وأيم وأيامى فأجروه مجرى وجاعى) الكتاب ٣ / ٦٥٠.
(٢) قال أبو عمرو بن العلاء والزمخشري : إن أصل (أيامى) (أيايم) على وزن فياعل ، ثم قدمت اللام على العين فصار (أيامى) ثم قلبت الكسرة فتحة فصار (أيامى) ، أي أن (أيامى) مقلوب (أيايم). وكذلك (يتامى) مقلوب (يتايم) عند الزمخشري. الكشاف ٣ / ٧٣ ، البحر المحيط ٦ / ٤٥١.
(٣) ما بين القوسين في ب : فقلبنا.
(٤) ما بين القوسين في ب : من الأزواج.
(٥) اللسان (أيم) ، البحر المحيط ٦ / ٤٥١.
(٦) في ب : لايم. وهو تحريف.
(٧) انظر الفخر الرازي ٢٣ / ٢١١.
(٨) هو أبو بكر بن يحيى بن عبد الله الجذامي المالقيّ النحويّ المعروف بالخفّاف ، قرأ النحو على الشلوبين ، وكان نحويا بارعا ، ورجلا صالحا مباركا ، صنف شرح سيبويه ، شرح إيضاح الفارسي ، شرح ابن جني وغير ذلك مات بالقاهرة سنة ٦٥٧ ه. بغية الوعاة ١ / ٤٧٣.
(٩) قال أبو حيان : (وفي شرح كتاب سيبويه لأبي بكر الخفاف الأيم التي لا زوج لها ، وأصله في التي كانت متزوجة ففقدت زوجها برزء طرأ عليها فهو من البلايا ، ثم قيل في البكر مجازا ، لأنها لا زوج لها. انتهى) البحر المحيط ٦ / ٤٥١.
(١٠) البيت من بحر الطويل لم أقف على قائله ، وهو في مجاز القرآن ٢ / ٦٥ ، الفخر الرازي ٢٣ / ٢١١ ، القرطبي ١٢ / ٢٤٠ ، اللسان (أيم) شرح شواهد الكشاف (١١٩). ورواية الشطر الثاني : يدا الدهر ما لم تنكحي أتأيم. آم الرجل ـ بالمد ـ والمرأة ، وتأيما إذا لم يتزوجا بكرين أو ثيبين ، يقول لمحبوبته إن تتزوجي أتزوج ، وإن لم تتزوجي لم أتزوج.
والشاهد فيه أن معنى قوله : (أتأيم) : أصير بلا زوج ، وقوله : (تتأيمي) تصيرين بلا زوج.
(١١) الكشاف ٣ / ٧٣ ، والحديث في كتابه الفائق ٣ / ٤٢ ـ ٤٣.
(١٢) اللسان (عيم).
(١٣) اللسان (غيم).
(١٤) في النسختين : العطش. والصواب ما أثبتناه. اللسان (أيم).
(١٥) اللسان (كزم).