فهو موحد ، نحو : (عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ) (الحجرات : ١١) ، (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً) (البقرة : ٢١٦) ، ووحّد على «عسى الأمر أن يكون كذا». وما كان على الاستفهام فهو يجمع ، كقوله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ) (محمد : ٢٢). قال أبو عبيدة (١) معناه : هل عدوتم ذلك؟ هل جزتموه؟».
وروى البيهقي في «سننه» (٢) عن ابن عباس ، قال : «كل «عسى» في القرآن فهي واجبة».
وقال الشافعيّ [رضياللهعنه] : يقال : عسى من الله واجبة.
وحكى ابن الأنباريّ (٣) عن بعض المفسرين أن «عسى» في جميع القرآن (٤) واجبة ، إلا [٢٩٩ / أ] [في موضعين] (٥) في سورة بني إسرائيل.
(عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ) (الإسراء : ٨) ، يعني بني النضير ، فما رحمهمالله ، بل قاتلهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، (٦) [وأوقع عليهم العقوبة.
وفي سورة التحريم : (عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَ) (التحريم : ٥) ، ولازمنه حتى قضى رسول الله صلىاللهعليهوسلم] (٦).
وعمّم بعضهم القاعدة ، وأبطل الاستثناء ، لأن تقديره أن يكون على شرط ، أي في وقت من الأوقات ، فلما زال الشرط وانقضى الوقت ، وجب عليكم العذاب ، فعلى هذا لم تخرج عن بابها الذي هو الإيجاب.
وكذلك قوله : (عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَ) (التحريم : ٥) تقديره : واجب أن يبدله أزواجا خيرا منكن ، أي لبت طلاقكن ، ولم يبت طلاقهنّ ، فلا يجب التبديل.
وقال صاحب (٧) «الكشاف» في سورة التحريم : (عَسى رَبُّكُمْ) (٨) (التحريم : ٨) :
__________________
(١) هو معمر بن المثنى تقدم التعريف به في ١ / ٣٨٢ ، وانظر قوله في مجاز القرآن ١ / ٧٧ عند تفسير الآية (٢٤٦) من سورة البقرة.
(٢) أخرجه في السنن الكبرى ٩ / ١٣ ، كتاب السير ، باب ما جاء في عذر المستضعفين ، وأخرج أيضا قول الشافعي الآتي.
(٣) هو محمد بن القاسم تقدم التعريف به في ١ / ٢٩٩. وانظر قوله في الإتقان ٢ / ٢٠٤ (عسى).
(٤) في المخطوطة (كتاب الله).
(٥) ساقطة من المخطوطة.
(٦) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(٧) الكشاف ٤ / ١١٧.
(٨) في المطبوعة هي (ربّه).