لا يدخل نحو : (ثُمَ (١) أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) (البقرة : ١٨٧). وقيل في آية المرافق : إنها على بابها ، وذلك أن المرفق هو الموضع الذي يتكئ الإنسان عليه في رأس العضد وذلك (٢) هو المفصل وفريقه (٣) ، فيدخل فيه مفصل الذراع ، ولا يجب في الغسل أكثر منه. (وقيل) : «إلى» تدل على وجوب الغسل إلى المرافق (٤) ، ولا ينبغي (٥) وجوب غسل المرفق ؛ لأن الحدّ لا يدخل في المحدود ، ولا ينفيه التحديد ، كقولك : سرت إلى الكوفة ، فلا يقتضي دخولها ولا ينفيه ، كذلك المرافق ؛ إلا أنّ غسله ثبت بالسنة.
ومنشأ الخلاف في آية الوضوء أن «إلى» حرف مشترك ، يكون للغاية والمعيّة ، واليد تطلق في كلام [٢٩٠ / ب] العرب على ثلاثة معان : على الكفّين فقط ، وعلى الكف والذراع والعضد (٦) ، فمن جعل «إلى» بمعنى «مع» ، وفهم من اليد مجموع الثلاثة ، أوجب دخوله في الغسل ، ومن فهم من «إلى» الغاية ، ومن اليد ما دون المرفق لم يدخلها في الغسل.
قال الآمديّ (٧) : ويلزم من جعلها بمعنى «مع» أن يوجب غسلها إلى المنكب ، لأن العرب تسميه يدا. وقد تأتي بمعنى «مع» كقوله : (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) (آل عمران : ٥٢) (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ) (هود : ٥٢). (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ) (النساء : ٢). (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ) (المائدة : ٦). (وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ) (البقرة : ١٤).
وقيل : ترجع إلى الانتهاء (٨) ، والمعنى في الأول : من يضيف (٩) نصرته إلى نصرة الله؟ وموضعها حال ، أي من أنصاري مضافا إلى الله؟. والمعنى في الأخرى : ولا تضيفوا
__________________
(١) تصحفت في المخطوطة إلى (وأتموا).
(٢) في المخطوطة (وذاك).
(٣) في المخطوطة (وفويقه).
(٤) العبارة في المخطوطة (غسل المرافق).
(٥) في المخطوطة (ينفي).
(٦) في المخطوطة (والمفصل).
(٧) هو علي بن أبي علي بن محمد التغلبي تقدم التعريف به في ٤ / ١١٦.
(٨) في المخطوطة («إلى» للانتهاء).
(٩) في المخطوطة (أضيف).