ـ وتقع [معه] (١) موقع المفعول [به] (١) ، فيكون في موضع نصب ، نحو : (وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى) (يونس : ٣٧). (يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ) (المائدة : ٥٢). (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها) (الكهف : ٧٩). (وَأُمِرْتُ لِأَنْ [أَكُونَ]) (٢) (الزمر : ١٢). وقوله : (فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ [نَفَقاً]) (٣) (الأنعام : ٣٥). (يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ) (النساء : ٢٨). (إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ) (نوح : ١) ، معناه «بأن أنذر» ، فلما حذفت الباء تعدّى الفعل فنصب. ومنه في أحد القولين : (إِلاَّ ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ) (المائدة : ١١٧) ؛ (٤) [نصب على البدل من قوله : (ما أَمَرْتَنِي بِهِ)] (٤) (المائدة : ١١٧).
ـ والمضاف [إليه] (٥) ، فيكون في موضع جر كقوله [تعالى] (٣) : (قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ) (الأنعام : ٦٥) ، (قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا) (الأعراف : ١٢٩) أي من قبل إتيانك. وإنما لم ينصب في قوله تعالى : (أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا) (يونس : ٢) ، وإن كان المعنى : لوحينا لأن الفعل بعدها لم يكن مستحقا للإعراب ، ولا يستعمل إلا أن تعمل فيه العوامل.
وقد يعرض ل «أن» هذه حذف حرف الجر ، كقوله تعالى : (الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا) (العنكبوت : ١ ـ ٢) ، أي بأن يقولوا (٥) [٢٨٩ / أ] ، كما قدرت في قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ) (البقرة : ٢٥) ، أي بأنّ لهم. ومذهب سيبويه (٦) أنها (٧) في موضع نصب ، ونفاها الخليل على أصل الجر.
وتقع بعد «عسى» ، فتكون مع صلتها في تأويل مصدر (٨) [منصوب ، إن كانت ناقصة ؛ نحو : عسى زيد أن يقوم. ومثله : (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ)] (الإسراء : ٨).
__________________
(١) ساقطة من المخطوطة.
(٢) الآية في المخطوطة (وَأُمِرْتُ أَنْ) [يونس : ١٠٤] ، [النمل : ٩١].
(٣) ليست في المطبوعة.
(٤) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(٥) اضطربت العبارة في المخطوطة.
(٦) انظر الكتاب ٣ / ١٥٤ و ١٥٥. باب من أبواب أن التي تكون والفعل بمنزلة المصدر.
(٧) في المخطوطة (أنهما).
(٨) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.