وهي في الحال غير عاملة ؛ لأن المؤكدات لا يعتمد عليها ، والعامل يعتمد عليه ، نحو «إن تأتني إذن آتك» ، والله إذن لأفعلنّ» ، ألا ترى أنها لو سقطت لفهم الارتباط (١).
وتدخل هذه على الاسمية ، نحو أزورك فتقول : إذن (٢) أنا أكرمك.
ويجوز توسطها وتأخرها. ومن هذا قوله تعالى : (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً [لَمِنَ الظَّالِمِينَ]) (٣) (البقرة : ١٤٥) فهي مؤكدة للجواب ، وتربطه (٤) بما تقدم.
وذكر بعض المتأخرين لها معنى ثالثا ؛ وهي أن تكون مركبة من «إذ» (٥) التي هي ظرف زمن (٦) ماض ومن جملة بعدها تحقيقا أو [٢٨٢ / ب] تقديرا ، لكن حذفت (٧) الجملة تخفيفا ، وأبدل التنوين منها ، كما في قولهم : «حينئذ». وليست هذه الناصبة المضارع (٨) ؛ لأن تلك تختص به ، وكذلك ما عملت فيه ، ولا يعمل (٩) إلا ما يختص ، وهذه لا تختص به ، [بل] (١٠) تدخل على الماضي نحو (١١) : (وَإِذاً لَآتَيْناهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً) (النساء : ٦٧) [و] (١٢) (إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ) (الإسراء : ١٠٠) ، [و] (١٢) (إِذاً لَأَذَقْناكَ [ضِعْفَ الْحَياةِ]) (١٣) (الإسراء : ٧٥). وعلى الاسم ، نحو : إن كنت ظالما فإذن (١٤) حكمك فيّ ماض ، وقوله تعالى : (وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) (الشعراء : ٤٢). ورام بعض النحويين جعلها فيه بمعنى «بعد».
واعلم أن هذا المعنى لم يذكره النحاة ، لكنه قياس قولهم (١٥) : إنه قد تحذف الجملة المضاف إليها «إذ». ويعوّض عنها التنوين كيومئذ ، ولم يذكروا حذف الجملة من «إذا» وتعويض التنوين عنها.
__________________
(١) في المخطوطة (للارتباط).
(٢) تصحفت في المطبوعة إلى (إن).
(٣) تمام الآية ليس في المطبوعة.
(٤) في المخطوطة (مرتبطة).
(٥) في المخطوطة (إذا).
(٦) في المخطوطة (ومن).
(٧) في المخطوطة (حذف).
(٨) في المخطوطة (للمضارع).
(٩) في المخطوطة (ولا تعمل).
(١٠) ساقطة من المخطوطة.
(١١) في المخطوطة (كقوله).
(١٢) ساقطة من المخطوطة.
(١٣) ليست في المطبوعة.
(١٤) في المخطوطة (فإذا).
(١٥) في المخطوطة (قوله).