«كان يصوم» و «كنا نفعل». و [هو] (١) عند أكثر الفقهاء والأصوليين [يفيد] (١) الدّوام ؛ فإن عارضه ما يقتضي عدم الدوام مثل أن يروى : «كان يمسح [٢٧١ / ب] مرة» (٢) ثم نقل «أنه يمسح ثلاثا» (٣) ، فهذا من باب تخصيص العموم ، وإن روي النفي والإثبات تعارضا.
وقال الصّفّار (٤) في «شرح سيبويه» : إذا استعملت للدلالة على الماضي فهل تقتضي الدوام والاتصال أم لا؟ مسألة خلاف ؛ وذلك أنك إذا قلت : كان زيد قائما ، فهل هو الآن قائم؟ الصحيح أنه ليس كذلك ، هذا هو المفهوم ضرورة ؛ وإنما حملهم على جعلها للدوام ما ورد من مثل قوله تعالى : (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الأحزاب : ٧٣) ، (٥) [وقوله : (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً) (الإسراء : ٣٢) وهذا عندنا يتخرج على أنه جواب لمن سأل : هل كان الله غفورا رحيما] (٥)؟ وأما الآية الثانية ، فالمعنى أي قد كان عندكم فاحشة وكنتم تعتقدون فيه ذلك ، فتركه يسهل عليكم.
قال ابن الشجري «في أماليه» (٦) : «اختلف في «كان» [في] (٧) نحو قوله : (وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (النساء : ١٥٨) ، على قولين :
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) ، باب في وضوء النبي صلىاللهعليهوسلم (٧) ، الحديث (١٨ / ٢٣٥) ولفظه «شهدت عمرو بن أبي حسن سأل عبد الله بن زيد عن وضوء النبي صلىاللهعليهوسلم». (٣) متفق عليه من رواية عثمان بن عفان رضياللهعنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ١ / ٢٥٩ كتاب الوضوء (٤) ، باب الوضوء ثلاثا ثلاثا (٢٤) ، الحديث (١٥٩) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥ كتاب الطهارة (٣) ، باب صفة الوضوء وكماله (٣) ، الحديث (٣ / ٢٢٦) ولفظه «أن عثمان بن عفان رضياللهعنه دعا بوضوء ...» ومتفق عليه من رواية عبد الله بن زيد رضياللهعنه ، أخرجه البخاري في الصحيح ١ / ٢٩٧ كتاب الوضوء (٤) ، باب مسح الرأس مرة (٤٢) ، الحديث (١٩٢) ، وأخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٢١٠ كتاب الطهارة
(٤) أخرجه من رواية عثمان وعلي وابن عمر رضياللهعنهم ، الدار قطني في السنن ١ / ٩١ ـ ٩٢ كتاب الطهارة ، باب دليل تثليث المسح الأحاديث (١ ـ ٧) ، وانظر نصب الراية ١ / ٣٠ ـ ٣٤ كتاب الطهارات ، الحديث (١٢ ـ ١٣) ، وانظر التلخيص الحبير ١ / ٧٨ ـ ٨٥ كتاب الطهارة ، باب سنن الوضوء ، الأحاديث (٧٩ ـ ٨٥).
(٥) هو القاسم بن علي البطليوسي تقدم التعريف به في ٢ / ٤٥١ ، والتعريف بكتابه في ٢ / ٤٨٧.
(٦) ليست في المخطوطة.
(٧) انظر «الأمالي الشجرية» ٢ / ١٩٤ ـ ١٩٥ المجلس الرابع والستون.
(٨) ليست في المخطوطة.