أوتادا لتبقى ثابتة. والجبال فيها كنوز مستورة من المعادن المختلفة بأنواعها تتحيّر منها العقول ، وفيها النّباتات التي تفيد للأدوية وغيرها ممّا لم يصل إلى معرفته البشر حتى اليوم ولا يزال يستكشف فيها ما تتحيّر منه العقول (وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) أي أخرجنا من الجبال والسهول وجميع منافق الأرض بحسب أقسامها وأنواعها أصنافا بهيجة مسرّة من النباتات والأشجار المختلفة التي تبهج النظر.
٨ ـ (تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ...) أي ما ذكر لمزيد البصيرة لكلّ عبد راجع إلى ربه يتفكر في بدائع صنعه.
٩ ـ (وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً ...) أي كثير الخير والبركة بحيث لا تحصى ولا تعتد منافعه. وعن الباقر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلوات الله عليه وآله في هذه الآية : ليس من ماء في الأرض إلّا وقد خالطه ماء السماء (فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ) ذات أشجار وثمار (وَحَبَّ الْحَصِيدِ) كالزرع الذي هو قائم على ساقه فيحصد في أوان حصاده ، وكحبّ الزّرع الذي من شأنه أن يحصد كالبرّ والشعير.
١٠ ـ (وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ ...) أي طوالا مرتفعات بحيث يصعب على كلّ إنسان طويل أن يجني ما عليها إلّا بواسطة هيّئت له (لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ) الطّلع ما يخرج من النّخلة في أكمامها منضود بعضه أي ملتصق بعضه ببعض.
١١ ـ (رِزْقاً لِلْعِبادِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً ...) قوله : رزقا للعباد بالأوّل لكونه رزقا ونعمة في النتيجة. وإلّا فبالفعل هو غير قابل للاستفادة أولا. وقوله (وَأَحْيَيْنا بِهِ) الضّمير فيه راجع إلى الماء. نعم قال سبحانه عزّ من قائل في مورد آخر (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ) وما نحن فيه فرد من ذلك المورد ولذا عبّر فيما نحن فيه بوصفه بالمبارك لأنه يحيي الأشياء بعد موتها فإنه حياة الكائنات وروحها. وقد أفرد النخل بالذّكر مع أن