قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٤ ]

368/592
*

أصابها فلها المهر بما استحلّ من فرجها ، فإن اشتجروا فالسلطان (١) وليّ (من لا وليّ له) (٢)(٣). قوله : «إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله» الأصح (٤) أن هذا ليس وعدا بإغناء من يتزوج ، بل المعنى : لا تنظروا إلى فقر من يخطب إليكم ، أو فقر من تريدون تزويجها ، ففي فضل الله ما يغنيهم ، والمال غاد ورائح ، وليس في الفقر ما يمنع من الرغبة في النكاح ، فهذا معنى صحيح ، وليس فيه أن الكلام قصد به وعد الغنى حتى لا يجوز أن يقع فيه خلف (٥). وروي عن قدماء الصحابة ما يدلّ على أن ذلك وعد ، فروي عن أبي بكر قال : «أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى». وعن عمر وابن عباس مثله. وشكى رجل إلى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الحاجة ، فقال : «عليك بالباءة» (٦) وقال طلحة بن مصرّف : تزوجوا فإنه أوسع لكم في رزقكم ، وأوسع في أخلاقكم (٧) ، ويزيد الله في (٨) مروءتكم. فإن قيل : فنحن نرى من كان غنيا فتزوج فيصير فقيرا؟ فالجواب من وجوه :

أحدها : أن هذا الوعد مشروط بالمشيئة في قوله : (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ)(٩) والمطلق يحمل على المقيد.

وثانيها : أن اللفظ وإن كان عامّا إلا أنه يخصّ بعض (١٠) المذكورين دون البعض ، وهو في الأيامى الأحرار الذين يملكون فيستغنون (١١) بما يملكون.

وثالثها : المراد بالغنى : العفاف ، فيكون الغنى هنا معناه : الاستغناء بالنكاح عن الوقوع في الزنا(١٢).

فصل

استدل بعضهم بهذه الآية على أن العبد والأمة يملكان ، لأن ذلك راجع إلى كل من تقدم ، فاقتضى أن العبد قد يكون فقيرا وغنيا ، وذلك يدل على الملك ، فثبت أنهما يملكان. والمفسرون تأولوه على الأحرار خاصة ، فقالوا : هو راجع إلى الأيامى ، وإن فسرنا الغنى بالعفاف (١٣) سقط استدلالهم (١٤).

__________________

(١) في ب : فالشيطان. وهو تحريف.

(٢) أخرجه أبو داود (نكاح) ٢ / ٥٦٦ ـ ٥٦٧ ، الترمذي (نكاح) ٢ / ٢٨١ الدارمي (نكاح) ٢ / ١٣٧ ، أحمد ٦ / ١٦٦.

(٣) ما بين القوسين سقط من ب.

(٤) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٣ / ٢١٥.

(٥) في الأصل : خلاف.

(٦) انظر الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف (١١٩).

(٧) في النسختين : أحلامكم. وهو تصحيف.

(٨) في : سقط من ب.

(٩) [التوبة : ٢٨].

(١٠) في الأصل : ببعض.

(١١) في ب : فيسغنون. وهو تحريف.

(١٢) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٣ / ٢١٥.

(١٣) في ب : بالاستعفاف.

(١٤) انظر الفخر الرازي ٢٣ / ٢١٥.