(يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (٢٩) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٠) سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ (٣١) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٢) يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطانٍ (٣٣) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٤) يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ (٣٥) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٦))
٢٩ و ٣٠ ـ (يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ...) أي يطلبون منه الرّفد ولا يستغنون عن معونته فيتوجّهون إليه بحوائجهم من رزق وحفظ ومغفرة وغيرها (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) اختلف المفسّرون في معنى هذا القول الشريف. فقالوا : من شأنه الإحياء والإماتة ، والمعافاة والمرض ، والإعطاء والحرمان ، والإنجاء والإهلاك ، وقالوا غير ذلك. وعن أبي الدرداء عن النبيّ صلىاللهعليهوآله في قوله : (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) ، قال : من شأنه أن يغفر ذنبا ، ويفرّج كربا ، ويرفع قوما ويضع آخرين. والحاصل أنه سبحانه يفعل ما يشاء كيف يشاء فيعز ويذل ويحيي ويميت وهو على كل شيء قدير.
٣١ و ٣٢ ـ (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ ...) أي سنتوجّه لحسابكم في موعده. وهو سبحانه لا يشغله شيء عن شيء ، ولكنه سبحانه قال ذلك تهديدا ووعيدا للإنس والجنّ من العصاة. وقال الزجّاج : إن الفراغ على ضربين : القصد للشيء ومن ذلك قولهم : سأفرغ لفلان أي أجعله مقصدي. والفراغ من الشغل ، والله عزوجل لا يشغله شأن عن شأن. وقيل معناه سنعمل معكم يوم الحساب عمل من يفرغ للعمل فيأتي به على