اعتذر ودافع عن نفسه وجادل فإنه لا ينفعه ذلك ولو أدلى بكل حجة عنده.
* * *
(لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (١٩) كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ (٢٠) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (٢١) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (٢٢) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (٢٣) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ (٢٤) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ (٢٥))
١٦ ـ ١٩ ـ (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ...) الخطاب للنبيّ (ص) أي لا تحرّك لسانك بتلاوة القرآن حين الوحي به إليك ، ولا تتعجّل تلاوته قبل أن يقضى الوحي. فقد قال ابن عباس : كان النبيّ صلىاللهعليهوآله إذا نزل عليه القرآن عجّل بتحريك لسانه لحبّه إياه وحرصه على أخذه وضبطه مخافة أن ينساه ، فنهاه الله عن ذلك. (إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ) في قلبك وحفظه في صدرك (وَقُرْآنَهُ) وترتيبه وتأليفه بحسب نزوله عليك ، فلا تخف أن يفوتك شيء منه (فَإِذا قَرَأْناهُ) أي قرأه جبرائيل عليهالسلام عليك بأمر منّا (فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) أي قراءته إذا فرغ منها. وكان النبيّ (ص) بعد هذا إذا نزل عليه جبرائيل (ع) أطرق مصغيا ، فإذا ذهب قرأ. وقال البلخي : لم يرد القرآن هنا وإنما أراد قراءة العباد لكتبهم يوم القيامة ، يدل على ذلك من قبله وما بعده ، وليس فيه شيء يدل على أنه القرآن ولا شيء من أحكام الدنيا. وفي ذلك تقريع للعبد وتوبيخ له حين لا تنفعه العجلة ، يقول : لا تحرّك لسانك بما تقرأه من صحيفتك التي فيها أعمالك يعني اقرأ كتابك ولا تعجل ، فإن هذا الذي هو على نفسه بصيرة