صائم ، فلمّا غربت الشمس قال لرجل : انزل فاجدح لنا ـ وساق الحديث نحو مسلم ـ ثمّ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : «إذا رأيتم اللّيل أقبل من هاهنا فقد أفطر الصائم» ، وأشار بإصبعه قبل المشرق (١).
[٢ / ٥٢٢٣] وأخرج عن عاصم بن عمر عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إذا أقبل اللّيل من هاهنا ، وأدبر النهار من هاهنا ، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم» (٢).
أوردهما البخاري في باب «متي يحلّ فطر الصائم».
قال ابن حجر : قوله : «إذا أقبل الليل من هاهنا» أي من جهة المشرق ـ كما في الحديث الأوّل ـ والمراد به : وجود الظلمة حسّا (٣).
وقال النووي : قوله : «أقبل اللّيل وأدبر النهار وغربت الشمس» ، قال العلماء : كلّ واحد من هذه الثلاثة يتضمّن الآخرين ويلازمهما ، وإنّما جمع بينها لأنّه قد يكون في واد ونحوه بحيث لا يشاهد غروب الشمس ، فيعتمد إقبال الظلام وإدبار الضياء (٤).
قلت : وعليه فالمدار ـ للعلم بانقضاء النهار وإقبال الليل ـ وإن كان هو سقوط الشمس وغروبها تحت الأفق ، لكن الطريق إلى معرفة ذلك يقينا ، هي مشاهدة ظلام اللّيل حسّا ، مقبلا من جهة المشرق. الأمر الّذي يتحقّق بذهاب الحمرة المشرقيّة واجتيازها قمّة الرأس ، نحو المغرب ، كما جاء التصريح به في أحاديث أئمّة أهل البيت عليهمالسلام.
***
وهناك في الأحاديث المنع الأكيد من مواصلة الصوم.
[٢ / ٥٢٢٤] فقد روي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إيّاكم والوصال ، إيّاكم والوصال» ، رواه أصحاب المسانيد وكتب الصحاح (٥).
[٢ / ٥٢٢٥] وأخرج البخاري وأبو داوود وغيرهما عن أبي سعيد الخدري أنّه سمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١) البخاري ٣ : ٤٧.
(٢) المصدر : ٤٦.
(٣) فتح الباري ٤ : ١٧١.
(٤) النّووي بشرح مسلم ٧ : ٢٠٩.
(٥) البخاري ٢ : ٢٤٢ و ٢٤٣ ؛ مسلم ٣ : ١٣٣ ؛ مسند أحمد ٢ : ٢١ و ٢٦١ ؛ النسائي ٢ : ٢٤٢ ؛ الموطّأ ١ : ٣٠١ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ٢ : ٤٩٥ ، ٤٩٦ ، باب ٨٠ ؛ الترمذي ٢ : ١٣٨ / ٧٧٥ ، باب ٦١ ؛ أبو داوود ١ : ٥٢٩.