قوم : هو الحيض ، قال : وكلّ مصيب ؛ لأنّ الإقراء هو الجمع والانتقال من حال إلى حال ، فكأنّه انتقال من حيض إلى طهر. قال : وهو الأصحّ والأكثر. ويجوز أن يكون انتقالا من طهر إلى حيض. قال وجعلها الأعشى طهرا في قوله يصف غزوة :
مورّثة مالا وفي الحيّ رفعة (١) |
|
لما ضاع فيها من قروء نسائكا (٢) |
وقال آخر : إذا ما الثريّا أقرأت لأفول (٣)
فجعل إقراءها انتقالها من حال إلى حال من الشرق إلى الغرب (٤).
***
وقال الجوهريّ : القرء ـ بالفتح ـ الحيض. وفي الحديث : «دعي الصلاة أيّام أقرائك». قال : والقرء أيضا الطهر ، وهو من الأضداد. وأقرأت المرأه : حاضت ، فهي مقرئ. وأقرأت : طهرت.
قال : وقال الأخفش : أقرأت المرأة ، إذا صارت صاحبة حيض. فإذا حاضت قلت : قرأت ـ بلا ألف ـ يقال : قرأت المرأة حيضة أو حيضتين. قال : والقرء : انقضاء الحيض. قال بعضهم : ما بين الحيضتين. وأقرأت حاجتك : دنت.
والقارئ : الوقت ؛ تقول : أقرأت الريح ، إذا دخلت في وقتها ، قال الهذلي :
كرهت العقر عقر بني شليل |
|
إذا هبّت لقارئها الرّياح |
أي لوقتها (٥).
***
قلت : تلك كلمات جهابذة الفنّ في تفسير القرء. والمتحصّل من كلامهم أنّ القرء ـ مهموزا ـ اسم للوقت ، فيكون معنى قولهم : أقرأت المرأة : اعتورتها عادتها الوقتيّة ، وما هي إلّا حيضتها المعتادة لها شهريّا. ولم يعهد إطلاق العادة على أيّام الطهر. وما هذا إلّا مسايرة مع الفقهاء اجتهادا في اللغة ، وليس عن نقل موثوق. وقد عرفت من حديث «دعي الصلاة أيّام أقرائك» (٦) أنّها أيّام الحيض.
__________________
(١) ويروى : وفي المجد رفعة.
(٢) قلت : لا شاهد فيه ، حيث أراد : ضياع أوقات النساء ، فلا يدرى عادتهنّ من غيرها.
(٣) أيضا لا شاهد فيه ، بعد إرادة : حانت وقت أفولها.
(٤) جمهرة اللغة ٣ : ٢٧٦.
(٥) الصحاح ١ : ٦٤.
(٦) عوالي اللئالي ٢ : ٢٠٧ / ١٢٤ ؛ ابن كثير ١ : ٢٧٨.