تسمع قول الله عزوجل : (أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ!»)(١)
[٢ / ٦٥٥٢] وروى الكليني بإسناده إلى أبان ، عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «سألته عن إتيان النساء في أعجازهنّ ، فقال : هي لعبتك لا تؤذها» (٢).
[٢ / ٦٥٥٣] وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «سألته عن الرجل يأتي أهله في دبرها ، فكره ذلك وقال وإيّاكم ومحاشّ النساء (٣) وقال : إنّما معنى (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) أيّ ساعة شئتم» (٤).
[٢ / ٦٥٥٤] وأخرج ابن أبي شيبة والدارمي والبيهقي في سننه عن ابن مسعود قال : محاشي النساء عليكم حرام. قال ابن كثير : هذا الموقوف أصحّ. قال الحفاظ : في جميع الأحاديث المرفوعة في هذا الباب وعدّتها نحو عشرين حديثا كلّها ضعيفة لا يصحّ منها شيء ، والموقوف منها هو الصحيح. وقال الحافظ ابن حجر في ذلك : منكر لا يصحّ من وجه ، كما صرّح بذلك البخاري ، والبزّار ، والنسائي ، وغير واحد (٥).
[٢ / ٦٥٥٥] وقال أبو بكر بن زياد النيسابوري : حدّثني إسماعيل بن حسين قال : حدّثني إسرائيل بن روح قال : سألت مالك بن أنس : ما تقول في إتيان النساء في أدبارهنّ؟ قال : ما أنتم إلّا قوم عرب ، هل يكون الحرث إلّا موضع الزرع؟ لا تعدوا الفرج ، قلت : يا أبا عبد الله (كنية مالك) إنّهم يقولون إنّك تقول ذلك! قال : يكذبون عليّ ، يكذبون عليّ.
__________________
(١) البيهقي ٧ : ١٩٨ ، كتاب النكاح ، باب إتيان النساء في أدبارهنّ ؛ المصنّف ٣ : ٣٦٤ / ١١ ، باب ١٢٤ ؛ ابن كثير ١ : ٢٧٢.
(٢) الكافي ٥ : ٥٤٠ / ١ ؛ الصافي ١ : ٣٩٥.
(٣) محاشّ جمع محشّة : الدبر : الإست. وفي حديث آخر : محاشي النساء جمع محشاة : أسفل الأمعاء ، أيضا عن الدبر.
(٤) نور الثقلين ١ : ٢١٧ ؛ العيّاشي ١ : ١٣٠ ـ ١٣١ / ٣٣٦ ؛ البحار ١٠١ : ٢٩ / ٧ ، باب ٣٢ ؛ كنز الدقائق ٢ : ٣٣٦ ؛ البرهان ١ : ٤٧٧ / ١٨ ؛ الصافي ١ : ٣٩٤.
(٥) الدرّ ١ : ٦٣٤ ـ ٦٣٥ ؛ المصنّف ٣ : ٣٦٣ / ٦ ، باب ١٢٤ ؛ الدارمي ١ : ٢٥٩ ـ ٢٦٠ ، بلفظ : «عن أبي القعقاع الجرمي قال : جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود فقال : يا أبا عبد الرحمان آتي امرأتي حيث شئت؟ قال : نعم. قال : ومن أين شئت؟ قال : نعم ، قال : وكيف شئت؟ قال : نعم. فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمان إنّ هذا يريد السوء! قال : لا ، محاشّ النساء عليكم حرام ، سئل عبد الله تقول به؟ قال : نعم!» ؛ البيهقي ٧ : ١٩٩ ، بخلاف في اللفظ ؛ ابن كثير ١ : ٢٧١.