[٢ / ٦٥٣٥] وأخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال : كانت الأنصار تأتي نساءها مضاجعة ، وكانت قريش تشرح شرحا كثيرا (١) ، فتزوّج رجل من قريش امرأة من الأنصار ، فأراد أن يأتيها فقالت : لا ، إلّا كما نفعل! فأخبر بذلك رسول الله ، فأنزل الله : (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) أي قائما وقاعدا ومضطجعا ، بعد أن يكون في صمام واحد (٢).
[٢ / ٦٥٣٦] وأخرج ابن جرير من طريق سعيد بن أبي هلال : أنّ عبد الله بن عليّ حدّثه : إنّه بلغه أنّ ناسا من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم جلسوا يوما ورجل من اليهود قريب منهم ، فجعل بعضهم يقول : إنّي لآتي امرأتي وهي مضطجعة. ويقول الآخر : إنّي لآتيها وهي قائمة ، ويقول الآخر : إنّي لآتيها على جنبها وباركة. فقال اليهودي : ما أنتم إلّا أمثال البهائم ، ولكنّا إنّما نأتيها على هيئة واحدة. فأنزل الله : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) الآية (٣).
[٢ / ٦٥٣٧] وأخرج عبد بن حميد عن الحسن : أنّ اليهود كانوا قوما حسدا فقالوا : يا أصحاب محمّد إنّه ـ والله ـ ما لكم أن تأتوا النساء إلّا من وجه واحد ، فكذّبهم الله فأنزل : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) فخلّى بين الرجال وبين نسائهم يتفكّه الرجل من امرأته ؛ يأتيها إن شاء من قبل قبلها وإن شاء من قبل دبرها ، غير أنّ المسلك واحد (٤)!
[٢ / ٦٥٣٨] وقال مقاتل بن سليمان في قوله : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) وذلك أنّ حييّ بن أخطب ونفرا من اليهود قالوا للمسلمين : إنّه لا يحلّ لكم جماع النساء إلّا مستلقيات ، وإنّا نجد في كتاب الله أنّ جماع المرأة غير مستلقية ذنبا عند الله! فقال المسلمون لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّا كنّا في الجاهليّة وفي الإسلام نأتي النساء على كلّ حال ، فزعمت اليهود إنّه ذنب عند الله إلّا مستلقيات ، فأنزل الله : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) يعني مزرعة للولد (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) في الفروج (وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ) من الولد (وَاتَّقُوا اللهَ) يعظكم فلا تقربوهنّ حيضا ثمّ حذّرهم فقال ـ سبحانه ـ : (وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ) فيجزيكم بأعمالكم (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) يعني المصدّقين بأمر الله ونهيه بالجنّة (٥).
__________________
(١) شرح فلان جاريته إذا أتاها مستلقية على قفاها. وفي حديث مقاتل الآتي : جماع النساء مستلقيات.
(٢) الدرّ ١ : ٦٢٧ ؛ ابن عساكر ٢٣ : ٣١٤.
(٣) الدرّ ١ : ٦٢٧ ؛ الطبري ٢ : ٥٣٤ / ٣٤٥٦.
(٤) الدرّ ١ : ٦٢٨.
(٥) تفسير مقاتل ١ : ١٩٢.