تمثّلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخا فانيا ولا صبيّا ولا امرأة ولا تقطعوا شجرا إلّا أن تضطرّوا إليها ، وأيّما رجل من أدنى المسلمين أو أفضلهم نظر إلى أحد من المشركين فهو جار حتّى يسمع كلام الله ، فإن تبعكم فأخوكم في الدين وإن أبى فأبلغوه مأمنه ، واستعينوا بالله». (١)
[٢ / ٦١٤٧] وعن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «إنّ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان إذا بعث أميرا له على سريّة أمره بتقوى الله عزوجل في خاصّة نفسه ثمّ في أصحابه عامّة ثمّ يقول : اغز بسم الله وفي سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، لا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثّلوا ولا تقتلوا وليدا ولا متبتّلا في شاهق ، ولا تحرقوا النخل ، ولا تغرقوه بالماء ، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ، ولا تحرقوا زرعا لأنّكم لا تدرون لعلّكم تحتاجون إليه ، ولا تعقروا من البهائم يؤكل لحمه إلّا ما لا بدّ لكم من أكله ، وإذا لقيتم عدوّا للمسلمين فادعوهم إلى إحدى ثلاث فإن هم أجابوكم إليها فاقبلوا منهم ، وكفّوا عنهم : ادعوهم إلى الإسلام فإن دخلوا فيه فاقبلوا منهم وكفّوا عنهم ، وادعوهم إلى الهجرة بعد الإسلام فإن فعلوا فاقبلوا منهم وكفّوا عنهم ، وإن أبوا أن يهاجروا واختاروا ديارهم وأبوا أن يدخلوا في دار الهجرة كانوا بمنزلة أعراب المؤمنين يجري عليهم ما يجري على أعراب المؤمنين ولا يجري لهم في الفيء ولا في القسمة شيئا إلّا أن يهاجروا في سبيل الله ، فإن أبوا هاتين فادعوهم إلى إعطاء الجزية عن يد وهم صاغرون ، فإن أعطوا الجزية فاقبل منهم وكفّ عنهم وإن أبوا فاستعن بالله عزوجل عليهم وجاهدهم في الله حقّ جهاده ، وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك على أن ينزلوا على حكم الله عزوجل فلا تنزل بهم ولكن أنزلهم على حكمكم ثمّ اقض فيهم بعد ما شئتم ، فإنّكم إن أنزلتموهم على حكم الله لم تدروا تصيبوا حكم الله فيهم أم لا ، وإذا حاصرتم أهل حصن فإن آذنوك على أن تنزلهم على ذمّة الله وذمّة رسوله فلا تنزلهم ولكن أنزلهم على ذممكم وذمم آبائكم وإخوانكم ، فإنّكم إن تخفروا ذممكم وذمم آبائكم وإخوانكم كان أيسر عليكم يوم القيامة من أن تخفروا ذمّة الله وذمّة رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم». (٢)
[٢ / ٦١٤٨] وروى الحميري عن الرّيان بن الصلت قال : سمعت الرضا عليهالسلام يقول : «كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا بعث جيشا فاتّهم أميرا بعث معه من ثقاته من يتجسّس له خبره». (٣)
[٢ / ٦١٤٩] وروى السيّد الرضيّ عن أمير المؤمنين عليهالسلام في كلام له في حضّ أصحابه على القتال :
__________________
(١) المصدر : ٢٧ ـ ٢٨ / ١.
(٢) المصدر : ٢٩ ـ ٣٠ / ٨.
(٣) قرب الاسناد : ٣٤٢ / ١٢٤٩.