وَقِنا عَذابَ النَّارِ)؟ ودعا له فشفاه الله» (١).
[٢ / ٥٦٩٥] وأخرج ابن جرير عن قتادة أنّ أحدهم دعا فقال : اللهمّ ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجّله لي في الدنيا ، فمرض مرضا حتّى أضنى على فراشه ، فذكر للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم شأنه ، فأتاه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقيل له : إنّه دعا بكذا وكذا! فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّه لا طاقة لأحد بعقوبة الله ، ولكن قل : (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ») فقالها فما لبث إلّا أيّاما أو يسيرا حتّى برأ (٢).
[٢ / ٥٦٩٦] وهكذا روى الراوندي مرفوعا إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنّه دخل على مريض ، فقال : «ما شأنك؟» قال : صلّيت بنا صلاة المغرب فقرأت القارعة ، فقلت : اللهمّ إن كان لي عندك ذنب تريد تعذّبني به في الآخرة ، فعجّل ذلك في الدنيا ، فصرت كما ترى ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «بئسما قلت ، ألا قلت : (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ)»؟ فدعا له حتّى أفاق (٣).
[٢ / ٥٦٩٧] وروي عن الإمام موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّ عن أبيه عليهمالسلام قال : «بينما رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم جالس إذ سأل عن رجل من أصحابه ، فقالوا : يا رسول الله إنّه قد صار في البلاء كهيئة الفرخ لا ريش عليه ، فأتاه فإذا هو كهيئة الفرخ لا ريش عليه من شدّة البلاء ، فقال له : قد كنت تدعو في صحّتك دعاء؟ قال نعم كنت أقول : يا ربّ أيّما عقوبة أنت معاقبي بها في الآخرة فعجّلها لي في الدنيا! فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ألا قلت : اللهمّ آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار؟ فقالها الرجل ، فكأنّما نشط من عقال وقام صحيحا وخرج معنا» (٤).
[٢ / ٥٦٩٨] وأخرج ابن مردويه عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما مررت على الركن
__________________
(١) الدرّ ١ : ٥٥٩ ؛ المصنّف ٧ : ٥٢ / ٢ ، باب ٣١ ؛ مسند أحمد ٣ : ١٠٧ ؛ منتخب مسند عبد بن حميد : ٤١١ / ١٣٩٩ ؛ مسلم ٨ : ٦٧ ؛ الترمذي ٥ : ١٨٣ ـ ١٨٤ / ٣٥٥٤ ، باب ٧٢ ؛ النسائي ٦ : ٢٦٠ ـ ٢٦١ / ١٠٨٩٢ ؛ أبو يعلى ٦ : ٤٠٤ / ٣٧٥٩ ؛ ابن حبّان ٣ : ٢١٧ / ٩٣٦ ؛ الشعب ٧ : ٢٣٧ ـ ٢٣٨ / ١٠١٤٧ ؛ الأدب المفرد : ١٥٧ / ٧٢٨ ؛ الثعلبي ٢ : ١١٦ ؛ البغوي ١ : ٢٥٩ ؛ الطبري ٢ : ٤١٠ / ٣٠٧٨ ؛ كنز العمّال ٢ : ٨٩ / ٣٢٧٦ ؛ أبو الفتوح ٣ : ١٣٤.
(٢) الطبري ٢ : ٤٠٩ ـ ٤١٠ ، بعد رقم ٣٠٧٧ ؛ عبد الرزّاق ١ : ٣٢٨ / ٢٣٥.
(٣) دعوات الراوندي : ١١٤ / ٢٦٢ ؛ البحار ٧٨ : ١٧٤ / ١١.
(٤) نور الثقلين ١ : ٢٠٠ ؛ الإحتجاج ١ : ٣٣٢ ؛ البحار ١٠ : ٤٥ / ١ ، باب ٢ ؛ كنز الدقائق ٢ : ٢٩٨ ـ ٢٩٩.